لا غرابة أنه كلما اقتربت من الشارع الرياضي أكثر كان بإمكانك أن تشاهد متناقضات تظهر على السطح وتستطيع أن تحكم عليها من خلال طبيعة هذا الوسط والتي تظهر غالبا في جوانب سلبية تقف حاجز وحجر عثر أمام تطور رياضتنا.. لأنه باختصار ما يدور ويحاك خارج الملعب رغم رفضنا للكثير منه أكبر مما يدور داخله.. في زمن أصبح النجوم فيه والأكثر تأثيرا هم أعضاء لجان أو مقدمي البرامج وإعلاميين ومطبلين وغيرهم من المحسوبين على رياضتنا.. بينما النجوم الحقيقية أصحاب المجهود في الملاعب والعطاء والتي تملك المواهب والخبرات وإدارات الأندية مغيبه حتى في الرأي. عند مشاهدة الكثير من البرامج الحوارية فإنك بالتأكيد سوف تفقد الاستمتاع بمجرد سماعك حديث يفتقد للثقافة والفكر ومليء بالمعلومات المتداخلة والمشادات والمهاترات والتي تعتمد على العاطفة والتعصب والبعيدة كل البعد عن العقل والمنطق.. وقد تكشف لك مدى الحقد والكراهية الموجودة في وسطنا الرياضي.. حتى وإن أعجبك من البعض الحياد والمثالية فإن باستمراره في الطرح سوف يناقض نفسه أو تغريده واحدة منه في مواقع التواصل الاجتماعي كفيلة بكشفه. في ملاعبنا نملك المواهب والمستويات وجميع مقومات النجاح ولا نفتقد التنافس الشريف والروح الرياضية والأخلاق العالية.. لذلك رياضتنا بخير طالما أنها تقدم كل ما لديها من عمل وفن وتكتيك وخطط داخل الميدان.. وما خارجه من لعب متعارف عليه يكون من خلال الإثارة المقبولة والتصريحات والضغط والحرب النفسية وحماس الجماهير. لذلك نحن اليوم أمام قضية جديدة نسمع فيها بأن هناك بطولات شريفة وتدخلات مؤثرة وجدولة وتوزيع غير عادلة وعقوبات تقدم بمكيالين وتسهيلات تحت شعارات مستهلكة.. ولكن هل يتصور العقل أن يكون هناك لعب بهذا الحجم على المكاتب واستغلال النفوذ والمناصب وتأثيرات خارجية قد تقلب الكفة وترجح أحدهم على الأخرى بمجرد قرار.. هنا نكون قد تخطينا حاجز الميول والتعصب ودخلنا في الذمم والتشكيك وأصبحنا أمام ملف جديد ومنعطف خطر نحتاج فيه الأدلة والبراهين والإثباتات والتحقيقات وستكون رياضتنا معه في كل الأحوال هي الخاسر الأكبر.. ولكن يبقى السؤال قائما هل فعلا قد تحسم بطولة من خارج الملعب؟ طارق الفريح تويتر TariqAlFraih@