يقول المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد أن الهدف الأهم من إقامة كأس السوبر في لندن هو الانتشار وتسويق اللاعبين للاحتراف الخارجي والخروج لملاعب العالم، وكأني أفهم من كلامه أن كرتنا السعودية تحتل مركزًا متقدمًا في سلم التصنيف العالمي، وأن دورينا يحظى بمتابعة عالمية، بينما الواقع يقول إن كرتنا السعودية لا تزال تئن من محن وانتكاسات متعددة ووضعها الحالي لا يُجذب أحدًا للمشاهدة، والحكاية كلها مباراة واحدة وبلا أشواط إضافية. دعك من هذا عزيزي القارئ، وتخيل معي كيف سيكون حضور ذلك اليوم الموعود.. بدايةً، (بلاش نضحك على بعض) ونقول إن الإنجليز وعرب لندن من غير الخليجيين سيحضرون المباراة فهم لا يعرفون شيئًا عن الكرة السعودية، وهم قوم يُقدرون الوقت ويحرصون على ما لديهم من مال، مالم يتكرم عليهم أحد من ربعنا بضيافة أو شرهة. إقامة السوبر في لندن سيسمح للمشجعات السعوديات المقتدرات أن يحضرن للملعب لمشاهدة مباراة سعودية محلية.. في استفزاز صريح لمشاعر المشجعات المرابطات في بيوتهن والملازمات لمطابخهن، واللاتي يُمنعن من دخول ملاعب السعودية لأسباب اجتماعية الكل يُقدرها ويتفهمها إلا أعضاء الاتحاد الذين يبدو أنهم يريدون أن تتندر علينا وسائل الإعلام العالمية من خلال هذه الصورة المتناقضة. السوبر سيشكل فرصة سانحة لبعض المشجعات السعوديات لأن (يتميلحوا) بساعاتهن الثمينة ومقتنياتهن اللندنية من محلات أكسفورد وماي فير وريجنت ستريت. نعم هناك مشجعات سعوديات حضرن مباريات المنتخب في الخارج، ولكنهم كانوا على قلب واحد أما هنا فربما نسمع الصياح من جهة والوعيل من جهة أخرى، وأخشى حينها أن يتشتت تركيز اللاعبين فيذهب إلى الحضور بدلًا من الملعب. (هيا تعاااال) كيف ستُنطق في تلك المباراة، هل سنسمعها بصوتها الجهوري الخشن الذي اعتدنا عليه في ملاعبنا، أم ستتحول إلى كلمة ناعمة حانية يذوب بسببها الإداريون واللاعبون والحكام؟.. اللهم إني صايم. وماذا عن العوائل وطريقة تقسيمهم في الملعب، وهل سيتقبلون القسمة بحسب أرقام الكراسي، أم سيتكرر ما يحدث عادة عند ركوب الطائرة؟ ومن يدري، فقد تتفق بعض العوائل على أن يذهب الرجال لوحدهم والنساء مع بعضهم، وعند انتهاء المبارة يذهب رب الأسرة إلى إحدى بوابات الخروج ويصيح مناديًا عبر المايك: عائلة فلان، أرجو الخروج من بوابة رقم.. باختصار، نحن غير مستعدين كرويًا وثقافيًا واجتماعيًا لهكذا تجمع، ولكن البركة في اتحاد (أول ما شطح نطح)، وكل ما أرجوه حقًا هو ألا نكون مضحكة أمام العالم من خلال تصرفاتنا وسلوكياتنا في تلك المباراة. تويتر AliMelibari@ د. علي عثمان مليباري – جدة كاتب اسبوعي بصحيفة الرياضي