ربما تكون السعودية (أقل) دول العالم استفادةً من نجومها المعتزلين لكرة القدم، لا أملك إحصائياتٍ واضحةً، لكن على أقل تقدير ستكون السعودية هي (الأقل)، خصوصاً إذا حصرنا الإحصائيات بالمنتخبات التي سبق لها الوصول إلى نهائيات كأس العالم. وأقصد بالنجوم هنا مَن كان لهم تأثيرٌ في مسيرة كرة القدم السعودية من خلال أنديتهم والمنتخبات الوطنية، وهم بكل تأكيد (كثر)، والقليل منهم مَن قدَّم نفسه بعد الاعتزال بشكل (مفيد) يضيف لمسيرته الكروية داخل الملعب، والكثير منهم (اختفوا)..! وبعضهم وحسب مستوى شهرته يخرج من فترةٍ لأخرى عبر بعض المنابر الإعلامية ليقدم رؤى مفيدةً في بعضها وهذا في تصوري (لا) يكفي. وفيما لاشكّ فيه أن المسؤولية مشتركةٌ بين طرفين، أحد الطرفين (اللاعب) نفسه، والطرف الآخر (اتحاد الكرة)، الذي كان من المفترض أن يقوم بدوره التنظيمي لمسيرة نجوم اللعبة بعد الاعتزال، بمعنى كان من (المهم) أن يخصص اتحاد الكرة لهذا الأمر لجنة تدرس بعض (الأفكار) التي تساهم في كسب خبرة هذا النجم المعتزل، والعمل على (الارتقاء) بهم، ومناقشتهم وتوضيح (المسلك) المناسبة لكل لاعبٍ ليستمر عطاؤه من خلال كرة القدم، واستثمار موهبته. فإن وجد مثل هذا التنظيم و(الاهتمام) أنا على يقينٍ بأن الأغلبية سينضمون لمشروعٍ كهذا، وسينتج عنه في المستقبل نتائج كبيرة مبهجة لرياضة الوطن، فليس كل لاعبٍ معتزلٍ يصلح أن يكون مدرب كرةٍ ناجحاً أو محللاً رياضياً ناجحاً أو إعلامياً ناجحاً أو إدارياً ناجحاً، وهناك (عوامل) وخصائص ذاتية يجب أن تتوافر في اللاعب حتى يستطيع أن (يستمر) في المجال ويقدم عملاً جيداً، فاللاعب الذي يشعر ولديه الرغبة أن يكون مدرباً (يحتاج) من اتحاد الكرة أن يكتشفه، بمعنى مسؤولية اتحاد الكرة متابعته ومساعدته على (تطوير) ذاته، من خلال عمل دوراتٍ تدريبيةٍ له، بعدها يتضح مدى قدرة هذا النجم المعتزل على (الاستمرار) في هذا المجال من عدمها، ولا يمكن لأي لاعبٍ أن يعتزل وفي ليلة وضحاها، ويقرر أن يكون مدرباً أو إدارياً ويعمل اتحاد الكرة على تلبية رغبته دون أن (يلمس) قدرات هذا اللاعب التدريبية أو الإدارية. كذلك المحلل الرياضي أو الإعلامي الذي تتسابق القنوات الفضائية على طلب ودّه نظراً لنجوميته، ومن (المهم) أن يكون هذا النجم قد عمل على نفسه كثيراً وطوّر ذاته، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن أنتظر من النجم المعتزل تقديم نفسه بشكلٍ جيدٍ من خلال الإعلام، وهو لا يملك على المستوى العلمي إلا الثانوية العامة أو الكفاءة المتوسطة، بهذا نكون قدمنا ومن خلال إعلامنا (انطباع) غير جيدٍ عن المستوى العلمي والثقافي للاعب السعودي؛ وبالتالي (سينعكس) الانطباع السلبي على المجتمع بأكمله..! وكنت أتمنى من اتحاد الكرة أن (يقوم) بدور بعض القنوات والبرامج الرياضية التي تهتم بالنجم المعتزل، وتبحث عن ودّه بشرط أن يكون هذا النجم على مستوى علميٍّ وثقافيٍّ جيدٍ وملحوظٍ، فعلى سبيل المثال: (قناة العربية) تضمّ محللين أكفاء ونجوم كرةٍ لهم اسمهم في كرة القدم السعودية، وتاريخهم مع الكرة حافل مثل حمزة إدريس وتركي العواد، حتى وهي تختار المدربين الوطنيين للظهور عبر قناتهم لا تختار إلا الصفوة المرتبط عملهم بالمؤهل العلمي الجيد. لدينا نجومٌ كثرٌ اعتزلوا لم يجدوا مَن يستثمر خبراتهم بالشكل الجيد، ليس في الأمر صعوبة لو قرر اتحاد الكرة (مساعدتهم) في إكمال مسيرتهم التعليمية، ومن ثم وجههم حسب (رغباتهم) إلى الطريق المناسب الذي يفيد رياضة الوطن كلٍّ في مجاله وحسب (سمات) شخصيته، فالإداري يحتاج مواصفاتٍ معينةً، والمدرب كذلك، والإعلامي المحلل للمباريات، وبذا يكون اتحاد الكرة قد (قام) بدوره كما يجب، وظهر هؤلاء النجوم بالشكل المناسب الذي يجعل نجوميتهم مستمرةً بالشكل المناسب، وهناك شواهد كثيرةٌ على نجومٍ (اعتزلوا) واهتموا بأنفسهم ثم عادوا من الباب الكبير، وهم الآن مطلبٌ (ملحٌّ) في الأندية والمؤسسات الرياضية كإداريين ومحللين، فهل يعي اتحاد الكرة (أهمية) خطوة كهذه؟ وهل تملك الرئاسة العامة (القدرة) على تبنّي هذا المشروع بمساعدة اتحاد الكرة وتنفيذه على أرض الواقع؟ يبدو أن (مشاكلنا) في رياضتنا دائماً مرتبطةٌ بالنتائج الوقتية، وليس لدينا القدرة على (استشعار) احتياجات المستقبل، والعمل على تأسيس منهجٍ جديدٍ يعيد ترتيب الأوراق، و(يعتمد) في مضمونه على كوادر وطنية نثق بعد توفيق الله أن النتائج ستتحسن من خلاله. رمضان كريم،،، سلطان الزايدي @zaidi161