في مرات تأخذني العاطفة ومؤثراتها إلى ركوب الصعب قولا وفعلا، ولا سيما عاطفة الإخفاق، والتي اليوم هي من يحكمنا ويتحكم فينا وتظهرنا وكأننا من عمل ومن تعب ومن دفع، بل وتعطينا الحق أن نطالب بطرد فلان واستقالة فلان، وأحيانا هذه العاطفة تأخذنا إلى أن نكون أدوات تحريض ضد هذا اللاعب أو ذاك!! الهدف من هذه المقدمة أو التوطئة هو التأكيد على أن الأهلي الذي نحبه ونغليه ليس بحاجة اليوم إلى هذه الشراسة في النقد، واسميه نقدا من باب المجاملة؛ لأن للنقد أصوله! الأهلي بحاجة إلى صوت العقل الذي يشخص الواقع بعيدا عن ما يطلبه المعصبون، ولم أقل المتعصبين، فثمة من يتحدث بعد وطأة الخسارة أي خسارة، ويطالب بمطالبات سقفها يصل حد أبعدوا تيسير، اطردوا باخشوين، أحضروا هزازي، وقعوا مع لاعب غلطة سرايا الأشقر.. وما إلى ذلك من مطالبات فيها من الانفعال ما جعل أحدهم يقول ارحلي يا إدارة، وماذا فعلتم يا أعضاء الشرف، ولا بأس أن يقول عن نفسه أنا المخلص الوحيد للأهلي والبقية حبهم مزيف للأهلي، وهات يا عبارات وهات يا هياط!! النقد نحن معه، بل لا بد منه، ولكن في إطار المعقول لا في إطار انفلات لا يشبه الأهلي ولا عشاق الأهلي!! أمثال هؤلاء النقاد يذكرونني بذاك المشجع الذي توشح شعار الأهلي وانتقص من الأهلي بعد الخروج الآسيوي بطريقة تعطيني دليلا على أن من يحب ويعشق الأهلي لا يمكن أن يقول عن الأهلي تلك الألفاظ، وإن كان فعلها وهو أهلاوي بحق، فالأهلي أكبر منه ومن إعلام ردة فعل الهزيمة أو الإخفاق! من يحب لا يبحث عن دور بطولة على أنقاض عشقه، ومن يعشق عليه في ظرف بهذا الحجم أن يحكم عقله إن أراد تقديم رأي مقبول ومعقول، أما الخطاب المنفعل، فهو يهدم ولا يبني! اليوم نصف من يهاجمون الإدارة على عودة برونو سيزار هم من شنوا هجوما عنيفا من أجل إعادته، ومن يهاجم الإدارة هم من صفق لها، ومن يقسو على تيسير هم من قالوا إنه النجم الأسطورة، فما الذي تغير؟ لست ضد النقد ولا ضد تنوع مصادره، لكن أنا ضد الانتهازية في النقد، وضد نقد ما بعد الهزيمة الذي يبنى دائما على قلنا وحذرنا وطالبنا! يجب يا حكماء الأهلي عدم التفريط في مكتسبات الفريق، بل يجب دعم هذه المكتسبات بلاعبين فقط بديلين لبرونو وأزفالدو، ومن ثم البحث عن حارس يكون رافدا للمعيوف والمسيليم، وظهير أيمن ومحور محلي مع باخشوين، إلى جانب ضرورة البحث عن حقوق الأهلي التي سلب كثير منها بسبب مهادنة الأهلي وصمته على حقوق أخذت منه عيانا بيانا! بإمكاني اليوم أن أقول ما أريد من كلام تحت ما يسمى النقد، بل بإمكاني أن أتجاوز سقف المطالب إلى ما هو أعلى وأتحول إلى بطل عند الجمهور المعصب في الأهلي، لكن على حساب واقع أرى أنه يحتاج عقولنا قبل قلوبنا! ثمة كلام آخر للأهلي وعن الأهلي سنقوله بعد أن تهدأ النفوس، وبعد أن يتم تقييم الموسم بكل وعي بعيدا عن كلام المنفلتين. بقي الأمل في هلال المهمات الصعبة الذي نتمنى أن يكون على قدر أهل العزم بعد مغادرة الشباب والنصر والأهلي! ومضة البحر يغتال ناس وناس يعطيها زمرد!.