هل تريد أن يتحدث الناس باسمك؟ إليك هذه الطريقة، ابحث عن أي برنامج ناجح، تصيد أخطاءه، ثم عليك بالتشنيع به بكل ما اوتيت من فصاحة، هنا ستجد من يقول «فلان قال»، و«فلان انتقد»، طبعاً لضمان عدم الوقوع في المحظور، ابتعد عن «طاش ما طاش»، لماذا؟ لانه تخصص اسلاميين، لديك على سبيل المثال احمد الشقيري، ما زال جمهوره من الشباب المعجبين به، فأي انتقاد له سيخلق رد فعل في أوساطهم، مثلما يحدث الان. الشقيري قد لا تحبه، وقد لا تقتنع به، لكنه في حقيقة الامر يشكل ظاهرة، شاء من شاء وابى من ابى، وهذه الظاهرة لا تستحق ان يقلل من شأنها، بل علينا ان ندرسها ونستفيد منها، وسبق ان اشرت في احد المقالات الى اهمية هذه الظاهرة، فهي تمكنت من استقطاب شريحة واسعة من المتابعين والمؤيدين والمتحمسين في زمن قياسي، بل تفوق على خطاب «القاعدة» في استقطاب المعجبين، فيما فشل خطابنا الديني في حشد استقطاب مماثل، وعلى رغم تهافت المشايخ على الفضائيات، الا ان الشقيري تمكن من سحب البساط من تحت اقدامهم، لسبب واحد فقط الا وهو مخاطبته العقل والعاطفة في آن، على عكس بعض المشايخ الذين يحرمون الاختلاط على سبيل المثال، وتقوم سيدة بتعديل غترتهم في الاستديو، او يصفق لتراقصهن فينصعق جمهوره. اشار شهريار لشهرزاد بالصمت، ثم سألها بصوت عميق، هل اخطأ الشقيري في نقد أمتي؟ فجاوبته على الفور «معاذ الله» يا مولاى، فقال هل دعا الى ارضاع الكبير؟ فقالت هو ضد الحليب الاصطناعي يا مولاي، فقال وهل الف اغنية لمحمد عبده، فقالت هو يميل للحداثة في الغناء مثل الليدي غاغا يا مولاي. هنا صمت برهة ثم قال بصوت هادئ: حدثي الشقيري وقولي له ان يطلق لحيته، ويستغني عن عقاله، ويبتعد عن الثياب المزركشة، ويستبدلها بأخرى قصيرة، ولا يذهب إلى دول متقدمة ليعرض حضارتهم، بل دعيه يذهب إلى الربع الخالي والخرخير، ويعرض علينا تخلفهم. وهنا «انكتمت» شهرزاد، فأدركها الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]