أمام وسائل الإعلام وأمام كل الناس قال بيريرا كلمته ورحل، وأمام بيريرا وأمام كل من يشجع الأهلي ومن لا يشجعه قال الأمير فهد بن خالد تفاصيل دقيقة عن أسباب إنهاء مسيرة بيريرا مع الأهلي، فهل يعقل بعد هذا الكلام أن يجتهد مجتهد أو يتحذلق صحافي أو نصدق أن هناك سيناريوها خلاف الذي حدث أمام الكل! الإدارة وغير الإدارة كانت رغبتهم كبيرة في استمرار الجهاز الفني بقيادة بيريرا بكامل الصلاحيات والشروط التي يريدها، إلا أن بيريرا هو من رفض لظروف ساقها لمن حاولوا معه، وأمن على ذلك الأمير فهد بن خالد بقسم غليظ، فهل كل هذا لا يكفي؟ لو الأهلي كما زعم بعض عشاقه هو من اتخذ القرار، فثقوا أن مسيريه لن يترددوا في تبيان الحقيقة.. هذه نقطة أولى، أما النقطة الثانية فبيريرا المدرب الكبير لن يرضى أن يصادق على رواية كاذبة، وإن فعل فكل من حوله لن يحترموه! الأهلي، يا جماهير الأهلي، كان بصدق يرغب في استمرار بيريرا ولم يفكر أي من مسيريه في إلغاء عقده أو عدم التجديد معه، إلا أن بيريرا فاجأ الجميع بطلب الرحيل، فلماذا تصدقون روايات من نسج الخيال وتكذبون ما قاله بيريرا بعظمة لسانه! يفترض أن يكون هناك احترام من قبل جمهور الأهلي لكلمة ناديهم، بدلا من ردة فعل لم تبن على حقيقة أو فعل له أدلته ودلالاته! صدقوني، لو هناك ذرة الشك في هذا الموضوع، لا الأهلي يرضى ولا بيريرا يرضى؛ لسبب بسيط أن بيريرا أو الأهلي لا يمكن أن يدخلوا في أمر بهذه الوضعية التي لا يقبل بها نادٍ ريفي وليس الأهلي! إذا، وبعد أن رحل بيريرا، ينبغي على الأهلاويين الالتفاف حول ناديهم وأن يحسنوا الظن في إداراتهم، بدلا من مطاردة شائعات لا تقدم بل تؤخر، والعاقل يحكم عقله وأن لا يسلمه لفلان وفلتان! أسوق هذا الكلام وأنا أدرك أن القضية الأهم الآن قضية ما بعد بيريرا، ولا سيما أن هذا الملف بات من الماضي، ولا بأس أن نتطلع للمستقبل والذي يحتاج فيه الأهلي لمدرب أبرز مواصفاته أنه ملم بمنطقة الخليج وكرة القدم السعودية على وجه التحديد. وفي ذات السياق، الأهلي مطالب بأن يبحث عن أربعة أجانب كل واحد منهم يقول: أنا قلب الأسد! ولا ضير أن يقتحم سوق التعاقدات المحلية بقوة إن أراد أن يكون فرس رهان الموسم القادم! وحينما أقول قوة ألمح هنا إلى ما يحدث حول الأهلي من استقطابات للاعبين مؤثرين في أندية أخرى لا يقل عنها الأهلي في القوة المالية والطموح. أحترم جدا الصديق الخلوق محمد الحارثي، والذي عاش موسمه الأول مع الفريق كمدير وله ما له من الإيجابيات وعليه ما عليه من السلبيات، ومن هذا المنطلق أتمنى الاستفادة منه في جانب آخر من الجوانب الإدارية الأخرى مع الفريق الأول أو الأولمبي، وتعيين مدير أو مشرف على الفريق الأول بمواصفات طارق كيال. ولا يقلل هذا الطلب أو المقترح من احترامي وتقديري للعزيز محمد الحارثي، ولا من حبه وعشق للأهلي، ولا من حماسته في خدمة الملكي في أي موقع، لكنها وجهة نظر قابلة للخطأ والصواب!