خالف النصر كل التوقعات والتكنهات، وقال كلمته وأعلن نفسه بطلا ل(دوري عبداللطيف جميل) للموسم الثاني من دون عون ومساعدة من أحد، وجمل بطولته بفوز مستحق على منافسه الهلال الذي كان في أسوأ حالاته، وتجلت روعة النصر في حضوره الذهني المتوازن، وتجاوزه لضغوط وتداعيات مواجهة لخويا الآسيوية، وخوض اللقاء المصيري أمام غريمه بروح البطل الواثق الذي لايخذل جماهيره، وظهر "الأصفر" وكأنه لم يفقد ثلاثة من نجومه الأساسين إذ حضر البدلاء محمد عيد، وعوض خميس، وعبدالعزيز الجبرين، وأكدوا أن نصرهم بمن حضر على الرغم من أن المواجهة لم ترقَ للمأمول فنيا؛ بسبب الضغوط النفسية، وحتى تحكيميا لم يكن الأسكتلندي موفقا في معظم قرارته، وكل ذلك لا يمنع من أحقية النصر ببطولته التي عمل لها طويلا بجهد إداري كبير أسس للفريق ثقافة البطولة والعمل على تحقيقها وسط كل الظروف. وفي الساحل الغربي خذل الأهلي محبيه وعشاقه، وخسر بالتعادل أمام التعاون، ووضع جمهوره في موقف لا يحسدون عليه، فالفريق الذي أبهر الجميع بمستوياته ونجومه طوال الدوري توارى مساء أول من أمس، وعجز عن تحقيق الفوز الذي يجعله في دائرة الأمل، ويبقى الفريق مميزا من الناحية الفنية؛ بل هو ألأفضل ولكن البطولة تحسم بالنقاط لا بالمستويات فهنيئا للنصر بالذهب وللأهلي بالوصافة. نقاط خاصة * ودعنا الشعلة والعروبة بعد أن كافحا من أجل البقاء على أمل العودة بحال أفضل للبقاء والمنافسة بإذن الله. * انساقت بعض الجماهير الهلالية خلف هداف الفريق ناصر الشمراني، وأيدوه في مبارياته واستفزازته للخصم خارج المستطيل الأخضر، ودفعوا ثمن ذلك انتفاضة خصم وحضورا ضعيفا للفريق فنيا وخروجا عن النص من بعض لاعبيه كسالم الدوسري الذي كان من المفروض إبعاده حتى الموسم المقبل ولكن هذا لن يحدث في نادٍ يدار بفكر يخشى الجمهور ونجومهم! * بقاء الرائد، وتميز جاره التعاون في آخر جولة مؤشر إيجابي؛ لانتفاضة هذين الناديين في الموسم المقبل بارتفاع سقف الطموح، فالجماهير العاشقة لهذين الناديين ملا من الوسط والهروب وينشدان الذهب والمنافسة، فهل يعمل رجال الناديين على تحقيق ذلك؟ * محمد السهلاوي المهاجم السعودي الأول بمستواه وخلقه وأهدافه الحاسمة وهو بالفعل نموذج يحترم، وقدوة للمهاجمين الشباب. * الرغبة والروح يلغيان أحيانا الفوارق الفنية، وهذا ماحدث في لقاء الهلال والنصر، فالأول كان الأكثر جاهزية من الناحية الفنية، وخصمه يفتقد لبعض نجومه، ولكن العنزي بروحه وحضوره وفدائيته أشعل الحماس داخل رفاقه، ونجم عن ذلك نجومية مطلقة وهيمنة مطلقة! الكلام الأخير: كل جيل يحصد ما بذره سابقه!