الكاتب فتحي بن هادي يقدم البعض مغالطات تاريخية على طبق الحقيقة، في محاولات منهم لطمس ما سبق تدوينه تاريخياً والتغرير بالأجيال القادمة، علماً أن مثل هذه الأحداث لها مدونات تاريخية في عقول كبار السن والمعنيين بالأمر قبل السجلات والكشوفات الرسمية في رعاية الشباب، ولا ينكرها إلا متحذلق أو متطفل على عقول الآخرين، فالتاريخ يبقى تاريخاً أما أن نأخذه كما هو أو نتركه كما هو، لا نستطيع تغييره إلا إذا تحقق شرط العودة بالزمن وهذا لا يتحقق إلا بعد ابتكار آلة للتنقل بها عبر الزمن وتغيير ما به من هفوات. قال أحد الإعلاميين أن نادي الهلال تمت تسميته بأمر ملكي، محاولاً إيهام المتلقي أن نادي الهلال هو النادي الوحيد الذي تلقى أمراً ملكياً بتغيير مسماه من النادي الأولمبي إلى مسمىً آخر، وهذا الكلام في شيء من الصحة التي خالطها كثير من الزيف، كالساحر الذي يأخذ حقيقة واحدة ثم يبني عليهاً قصراً من الدجل. حقيقة الأمر تجدها عند كبار السن في مدينة جدة سيما الذين عملوا منهم في نادي الربيع، حيث أن نادي الربيع في جدة كان يتمتع بمسمى نادي الهلال البحري تأسياً بنادي الهلال السوداني الذي كان يحظى بشعبية عربية كبيرة في ذلك الوقت، وكان لون شعار نادي الهلال البحري هو اللون الأبيض والأزرق، وفي نفس الوقت كان نادي الأولمبي (الهلال حالياً) الذي كان شعاره الأبيض والأخضر حينه وذلك لخروج رئيسه بن سعيد من رحم النادي الأهلي، وكان كل نادي راضٍ بقسمته إلى عام 1388ه أن جاء أمر ملكي موجهاً للرئاسة العامة لرعاية الشباب يطالبها بتعريب جميع مسميات الأندية السعودية، وتغيير لون الشعار بما لا يتجانس مع شعار ناديً آخر. شعرت إدارة نادي الهلال بمأزق في ذلك الوقت لحاجتها لمسمى عربي ولون شعار مختلف كون النادي الأهلي أقدم نشأة منه، ولوجود نظام في الرئاسة العامة لرعاية الشباب يقضي بعدم تشابه اسماء الاندية بعدما وقعت في عدة مآزق سابقة فيما بين نادي الأهلي بجدة والأهلي بالرياض والذي هو ليس محور حديثنا، فما يهمنا هو قيام إدارة النادي الأولمبي بمخاطبة نادي الهلال البحري بجدة وعرضت عليه شراء الاسم ولون الشعار فوافقوا وتمت الصفقة فقام نادي الهلال البحري بتغيير مسماه إلى نادي الربيع وتم إضافة اللون الأحمر على شعاره ليصبح شعاره الأبيض والأزرق إضافة إلى اللون الأحمر الجديد، وبهذا خرج لنا مسمى نادي الهلال بلون الشعار الأبيض والأزرق. نادي الربيع في جدة أحد الأندية العريقة في المملكة ولكن الحظ لم يساعده في النهوض أو في إيجاد قاعدة جماهيرية كبيرة أو حتى في إيجاد أعضاء شرف داعمين، وبكل بساطة يعود ذلك لوجود ناديين بحجم النادي الأهلي والاتحاد معاً في نفس المدينة التي يقع فيها، مسبباً ذلك التواجد لناديين بحجم الأهلي والاتحاد ركود جماهيري لهذا النادي، حيث تعد أندية المنطقة الغربية الأهلي والاتحاد من الأندية التي أخذت حيزاً جماهيرياً كبيراً في الوسط السعودي من حيث الانتشار منذ تلك الفترة الذهبية لهما، كونها أقدم الأندية نشأة وحصداً للبطولات، ومن الطبيعي أن يميل الشخص لنادي بطل عوضاً من أن يميل لنادي لا تعرف عواقبه كنادي الربيع. فتحي أبوعامرية @Fathi_Hadi مسمى نادي الهلال بين الحقيقة والزيف was last modified: أبريل 7th, 2015 by سبورت