الكاتب فتحي بن هادي تواترت الشائعات في الساحة الرياضية عن توقيع عبدالرحيم الجيزاوي لاعب النادي الأهلي مع نادي الإتحاد ولست متأكداً ما مدى مصداقية تلك الأنباء، ولكن ما يثير الشكوك حول صحتها هو عدم نفي اللاعب لتلك الشائعات إضافة لرفضه ومماطلته قبول عرض النادي الأهلي المقدم له بحجة أو بأخرى. لا يختلف منا اثنان على إمكانات لاعب بحجم عبدالرحيم الجيزاوي، حيث يمتلك اللاعب مهارات وإمكانات تؤهله أن يلعب طوال 25 دقيقة من أروع ما يكون إذا نزل كبديل في شوط المباراة الثاني، وإن طال بقائه في الميدان سرعان ما ينتهي مخزونه اللياقي وتضمحل مهاراته الفردية ويبدأ بالتراخي وإضاعة الكرات السهلة بين أقدام الفرق المنافسة تدريجياً حتى الاستسلام. لا نبالغ حين نقول أن الجيزاوي من أفضل الكروت الرابحة لأي مدرب متى ما كان في قمة عطاءه متى ما بقي على الدكة حتى منتصف الشوط الثاني، فاللاعب لا يصلح لأن يلعب مباراة كاملة بنفس الوتيرة على غرار باقي زملائه في الفريق الذين يستطيعون اللعب طوال شوطي المباراة، وكم من مباراة قلبها رأساً على عقب بعد أن كان الأهلي متأخراً بفارق هدف أو هدفين حين نزل كبدل في منتصف الشوط الثاني. لعب الجيزاوي 666 دقيقة في 12 مباراة من إجمالي عدد المباريات التي لعبها النادي الأهلي هذا الموسم، لم يسجل منها سوى ثلاثة أهداف أحدها ضربة جزاء، كما أن الفريق أفتقده في باقي المباريات، أضف إلى ذلك أن جميع المباريات التي لعبها الجيزاوي لم يفز الأهلي فيها مطلقاً عدا في مباراتين منها فقط. لن يستطيع الجيزاوي إعطاء الأهلي أكثر مما أعطاه، فقد أخذ فرصته الكاملة لإثبات نفسه على حساب لاعبي الفريق الأولمبي خريجي الأكاديمية، ولكنه فشل في فرض نفسه كأساسي في ظل وجود من هم أحق منه باللعب، ظل الجيزاوي حبيس مقاعد الاحتياط ولم يحاول المنافسة للحصول على خانته التي يلعب فيها ففاقد الشيء لا يعطيه. إن صحت الأنباء عن انتقاله للفريق الإتحادي يعد مكسباً كبيراً له، حيث أن ما يميز الجيزاوي هو حرصه على التمارين في النادي، ونادي الاتحاد بحاجة ماسة لمثل هذا اللاعب ليمثل القدوة الحسنة داخل وخارج الميدان لباقي زملائه. نعم سيخسر الجيزاوي من النواحي المادية الكثير والكثير كما خسرها أبناء نادي الإتحاد قبله، فمهما صنع للاتحاد لن يأتي بشي أفضل من ما أتى به سوزا الذي طاردته الديون بسبب المماطلات من الإدارة الاتحادية في تسليمه مستحقاته الشهرية التي لم ينل منها سوى الدفعة الاولى بعد توقيع العقد معه، ناهيك عن أبناء النادي أنفسهم لم يتسلموا مرتباتهم لشهور عدة، لا لعدم رغبة إدارة النادي تسليمهم مستحقاتهم بل لما تعج به خزائن النادي من ديون ليس للإدارة الحالية يدٌ فيها سوى عقدي اللاعب سوزا والفريدي اللذان زادا الطين بلة. سيظل أكبر ما سيخسره الجيزاوي حب المجانين كما سبق وخسرها قبله الفلتة خالد قهوجي والأنيق خالد مسعد وطلال المشعل والقائمة تطول بتلك الأسماء التي كان الإتحاد مقبرةٌ خصبة لتلك المواهب التي رحب بها نادي الربيع بعد إقصائهم من نادي الإتحاد، فهل سنرى الجيزاوي مدافعاً عن ألوان نادي الربيع في يوم ما! تساؤل لن يجيب عليه أحد سوى الأيام القادمة نفسها. فتحي بن هادي أبوعامرية @Fathi_Hadi [email protected]