أخيراً وبعد طول انتظار…صدر القرار …!!! الروماني كوزمين مدرباً للمنتخب السعودي لكرة القدم في نهائيات كأس آسيا…قرار أسال الكثير من الحبر … وسيكون حديث الشارع الرياضي السعودي لفترة ليست بالقصيرة وقد تطول إلى ما بعد النهائيات الآسيوية، فالمدرب المطرود من الملاعب السعودية بأوامر عليا عاد إليها من أوسع الأبواب ليتولى للمرة الأولى في تاريخه قيادة أحد المنتخبات الوطنية. فقبل ما يزيد على خمسة مواسم ونصف وبالتحديد في أواخر فبراير 2009 صدر قرار من الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد بإبعاد كوزمين نهائياً وعدم السماح له بالتدريب داخل المملكة مستقبلاً نظراً لما بدر منه من تصرفات خارجة وغير مقبولة عقب نهاية المباراة النهائية على كأس ولي العهد بين فريقي الشباب والهلال، بسبب رميه للقميص الذي كان يرتديه ويحمل صورة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز ورفضه الصعود للمقصورة الملكية للتشرف بالسلام على راعي المباراة. ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يصدر أي قرار بالعفو عن كوزمين، ورغم ذلك وجد أخيراً من يعيده إلى الملاعب السعودية ببطاقة دعوة خاصة ويمنحه شرف تدريب الأخضر وهو منصب يحلم الكثير من مدربي العالم بنيله. (15) مدرباً أبدوا رغبتهم بتدريب المنتخب حسب تأكيدات رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد وفي النهاية كان كوزمين صاحب الحظ السعيد، ولكن العيد نسي أن يخبرنا عن الأسس والاعتبارات التي تم على أساسها اختيار كوزمين لتولي المهمة، فإذا كان معرفته باللاعبين السعوديين أحدها، فهو غادر الملاعب السعودية منذ فترة ليست بالقصيرة وخلال هذه الفترة اختفى بريق عدد من اللاعبين وبرز آخرون، وتطور مستوى البعض وتراجع مستوى البعض الآخر، وكوزمين تنقل بين قطر ورومانيا والإمارات وآخر همه واهتمامه كان متابعة الدوري السعودي وهو بالتالي لا يملك أية معرفة باللاعبين باستثناء من بقي من لاعبي الهلال الذين أشرف على تدريبهم قبل طرده من السعودية. وإذا كانت معرفته بالكرة الخليجية أحد الأسباب، فالأخضر لن يقابل في الدور الأول للنهائيات أي منتخب خليجي …!!! وكوزمين لم يعتد حتى الآن على أجواء منطقة الخليج وعلى عاداتها وتقاليدها، والدليل أنه عاد وأرتكب ذات الخطأ في نهائي كأس رئيس دولة الإمارات في العام الماضي عندما رفض الصعود إلى المنصة لاستلام ميداليات المركز الثاني بعد أن خسر فريقه الحالي الأهلي أمام فريقه السابق العين بهدف وحيد، لا بل كاد يدخل السجن لولا تنازل إدارة نادي العين عن القضية المرفوعة ضده بسبب ما صرح به في أحد المؤتمرات الصحفية تجاه النادي، وصدر قرار بسجنه لمدة 3 أشهر. تجربة كوزمين ستكون الاولى له على صعيد المنتخبات، وهو لا يملك الخبرة المطلوبة وتاريخه التدريبي يقول بأنه درب عدداً من الأندية الرومانية إضافة للهلال والسد والعين والأهلي، وتدريب المنتخبات يختلف تماماً عن تدريب الأندية، فالمدرب مطالب بتحقيق النتائج بما يتوفر لديه من لاعبين، بينما في النادي بإمكان المدرب إبعاد أو التعاقد مع أي لاعب يريده أو الاعتماد على لاعبين محددين قادرين على تنفيذ تعليمات المدرب بدقة كالروماني رادوي الذي رافق كوزمين في رحلته الخليجية وتنقل معه من الهلال إلى العين ثم الأهلي. موافقة كوزمين السريعة وغير المشروطة لم تأت عن عبث فهو سيحاول أن يبذل كل ما لديه في سبيل التحول من مدرب مؤقت إلى مدرب دائم للأخضر، أو على الأقل قد يجد ضالته في أحد الأندية السعودية ليتولى تدريبها بعد أن أصبح البقاء في الإمارات غير مضمون بالنسبة له ففريقه الأهلي فاز في الموسم الماضي ب3 بطولات وبلغ نهائي الرابعة ولكنه يعاني في الموسم الحالي فهو يحتل المركز السادس في الدوري والرابع في مجموعته في كأس المحترفين وعلاقته تدهورت مع صانعي انتصارات الأهلي الموسم الماضي، الروماني رادوي والبرازيلي غرافيتي، والأخير لم يسجل سوى (4) أهداف خلال (12) مباراة، وتردد أنهما سيغادران مع بداية فترة الانتقالات الشتوية، كما أن كوزمين أبدى تذمره في الكثير من المباريات وزادت حدة انتقاداته للتحكيم بمناسبة وبدون مناسبة في إشارات فسرها البعض على أنها قد تكون بداية لنهاية علاقته مع الأهلي. وبعيداً عن المجاملات والعلاقات الأخوية، جاءت موافقة إدارة الأهلي على إعارة كوزمين بمثابة طوق النجاة بالنسبة لها فقد تكون البطولة فرصة مناسبة لتسويقه سعودياً وآسيوياً وبالتالي التخلص منه بدون دفع الشرط الجزائي في عقده. خلاصة الكلام … كوزمين خيار خاطئ ومن أحضره قد يدفع الثمن غالياً … وفبراير القادم سيكون الموعد.