لم يسبق كما أظن أن حدث في يوم من الايام غضب واستياء جماهيري وإعلامي على مدرب للمنتخب السعودي مثلما هو حاصل الآن مع المدرب الإسباني لوبيز لدرجة كونت (اجماعا) على ضرورة انهاء عقده اليوم قبل بكرة وهذا ما هو متوقع من اتحاد كرة القدم في اجتماعه المقرر عقده هذا المساء حسب تصريحات اطلقها المتحدث الرسمي عدنان المعبيد من بينها تصريح استمعت له عبر برنامج (الملف الأحمر) السبت الماضي حدد فيه هذا الموعد وقدم (تلميحات) بأن هناك شبه اتفاق بين اعضاء مجلس إدارة الاتحاد على رحيل المدرب، وهو في الواقع خبر (مفرح) للغاية (اذا) تم الإعلان عنه في اول النهار او آخره. ما دعاني إلى استخدام إذا (الشرطية) ولم ألجأ إلى (لو) التي تفتح عمل الشيطان وهو الذي ما لا اتمناه ان يكون حاضرا متغلغلا بين اعضاء اتحاد الكرة في اجتماعهم المنعقد هذا اليوم هو انني اطلعت في اليومين الماضيين على (تسريبات) اعلامية تفيد بأن اتحادنا الموقر المحبوب جدا لن يتخذ القرار المنتظر وان المدرب غير (مرغوب) فيه سيعلن سميي (عدنان) في البيان الذي سيلقيه عقب نهاية الاجتماع على وسائل الاعلام ان لوبيز (جالس على قلوبكم) وبالعربي الفصيح مستمر شاء من شاء وابى من ابى. ان صدقت هذه (التسريبات) وأصبحت تلميحات المتحدث الرسمي المفرحة كلاما في الهواء (فاشوش) فمعنى ذلك ان (لو) كانت موجودة في اجتماع اليوم وبالتالي (صادقت) على حقائق مهمة تكشف لنا بل وتؤكد على صحة (تسريبات) اعلامية وغير اعلامية أولها ان الاتحاد السعودي لكرة القدم (مخترق) من قبل وان لرئيس الاتحاد واعضاء مجلس اداراته صلاحية اتخاذ اي قرار (مسحوبة) منهم تماما. اما الحقيقة (الثانية) الناتجة عن هذه التسريبات ان ظل المدرب (المغلوب) على أمره مدربا للمنتخب حتى انتهاء مشاركة الأخضر في نهائيات البطولة الاسيوية فتلك (دلالة) تدعم وتؤكد بأن لوبيز (بريء) تماما من لو وماينطوي تحت وفوق هذين الحرفين من فكر عقيم وكل (التخبطات) التي مر بها منتخبنا قبل وأثناء بطولة خليجي22 بخصوص اسماء اللاعبين الذين تم اختيار ضمهم للمنتخب او التشكيل الذي يلعب به كل مباراة في هذه الدورة وعلى وجه الخصوص في المباراة النهائية حيث طلب منه استبعاد (تيسير الجاسم) وقبل ذلك طلب من احمد عيد شخصيا بصيغة (الامر) قبل بدء البطولة عدم ضم اكثر من ثلاثة لاعبين من احد اندية العاصمة. طبعا مثل هذه التسريبات الإعلامية وان كنت اتفق إلى حد كبير مع من سيقولون ان العقل والمنطق سيرفضها ولا يمكن تصديقها وأنها مجرد (اشاعات) الا انه من المعقول جدا القبول بها بحكم ان سيرة العلاقة بالغالبية العظمي من المدربين الذين دربوا المنتخب تسير على منهجية (التدخل) في عمل المدرب ولعل تصريحات اكثر من لاعب مثل الأخضر في فترات سابقة وفي مقدمتهم محمد الدعيع وكذلك اكثر من مدرب آخرهم ريكارد تجعل من تلك الشائعات حقيقة، وبحكم ايضا ان قرار الإبقاء على لوبيز معناه انه ليس مذنبا فهو (الحبيب المطاوع) ومن الخطأ مكافأته بالإقالة وهو المدرب المطيع الذي يسمع الكلام ويستجيب للتعليمات والتوجيهات ، ولربما ان"احسنا الظن" في (لو) الحشرية واعني من يتدخل في عمله استيقظ (ضميره) وحس بالذنب الذي ارتكبه في حق هذا المدرب وحق منتخب الوطن ومحبيه فقرر بعد فشله ان يترك للمدرب لوبيز حق حرية اختيار اللاعبين مع منحه كافة الصلاحيات التي تجعله يعمل في اجواء (صحية) تساعده على النجاح. الاحتمال الأخير الذي من الممكن ان يكون صحيحا بنسبة كبيرة في حالة بقاء لوبيز مدربا للمنتخب والذي ليست له علاقة نهائيا بالتسريبات فهو متعلق بتصريح أطلقه المشرف العام على المنتخب الأول الدكتور عبدالرزاق ابو داود حينما أكد ان المدرب (مستمر) وأكدها ثلاثا حتى لو لم يوفق في تحقيق بطولة الخليج ممايعني في هذه الحالة ان ابو دَاوُدَ هو (الآمر الناهي) بالاتحاد السعودي لكرة القدم والرئيس وبقية الأعضاء ماهم الا (صوريون) فقط لاغير، والله اعلم. عموما، ، ان بقي لوبيز مدربا فذلك يعزز مصداقية تلك التسريبات الإعلامية من جهة ومن جهة اخرى يرسخ مفهوم فقدان (الثقة) في اتحاد صوري الوحيد القوي فيه (ابو دَاوُدَ) اما ان اتخذ قرار الإقالة وهو احتمال وارد ليصبح بهذا الخبر السعيد الاتحاد السعودي لكرة القدم (بطلا) قوميا لعله يكون بمثابة طوق انقاذ ونجاة لاتحاد ضعيف جدا اصبحت أيامه معدودة. مقالة للكاتب عدنان جستنية عن جريدة الرياضية