عندما لعب الهلال في دوري آسيا وقفنا خلفه وصفقنا له وتغنينا به وتمنينا ان يتوج باللقب ويطير الى المغرب ليمثلنا في كأس العالم للأندية على اعتبار أنه يمثلنا كسعوديين لكن في المقابل لم أكن اتمنى فوز ناصر الشمراني بجائزة افضل لاعب في آسيا انتصارا للروح الرياضية. ناصر الشمراني كلاعب لا يختلف اثنان على أنه رقم صعب في الملاعب السعودية ولاعب من طراز نادر يصنع ويسجل من أنصاف الفرص بل من أرباعها واذا ما قورن بالمرشحين الآخرين خلفان ابراهيم واسماعيل احمد كأفضلية في أرض الملعب فإن كفة الشمراني ستكون الراجحة بكل تأكيد وبفارق كبير عن النجمين القطري والإماراتي لكن الأفضلية لا تتجزأ والأخلاق جزء رئيس من مفهوم الأفضلية فلا قيمة لأفضلية بلا أخلاق. الفيفا فعل هذا الأمر واستبعد العضاض سواريز من جائزة الكرة الذهبية مع ان الجميع يتفق على انه مرشح قوي لو شملته القائمة المكونة من 23 لاعباً لكن المؤمنين بأن النجومية يجب أن تتكئ على اخلاقيات وأنه لا مجال للمحاباة في هذا الأمر قرروا استبعاده. وكان الأجدر بالاتحاد الآسيوي استبعاد الشمراني لذات السبب الأخلاقي حتى يدرك ناصر وغيره من اللاعبين أن أي تصرف خارج عن الروح الرياضية سيترتب عليه أمور لم تكن في الحسبان بخلاف العقوبة الصادرة من لجنة الانضباط ولكن الاتحاد الآسيوي على ما يبدو لا يعمل كمنظومة واحدة فكل لجنة من لجانه تعمل بمعزل عن اللجان الأخرى. اعتقد ان الجائزة جاءت كترضية لنادي الهلال والكرة السعودية على ماحدث في المبارة النهائية من أخطاء تحكيمية سلبت البطولة من النادي الأزرق لصالح ويسترن سدني الاسترالي وحتى لو كان هذا الامر صحيحا فيمكن التنازل عن اي مبدأ الا الأخلاق: فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، ومن شاهد مباراتي النهائي يدرك أن الهلال هو البطل غير المتوج وليس في حاجة إلى جائزة ترضية من الاتحاد الاسيوي. إذا أردنا أن نحارب التعصب والكراهية في رياضتنا فمن هنا يجب أن نبدأ من اللاعبين الذين يثيرون الكراهية من اللاعبين البعيدين عن الروح الرياضية فهؤلاء النجوم هم القدوة يجب على من يتعرض لعقوبة انضباطية أن يدفع ثمنا يجعله يفكر ألف مرة قبل أن يكررها يجب على إدارات المنتخب أن تستبعد من يتعرض لعقوبة انضباطية من الانضمام للمنتخب بعدد مباريات مماثل لما يصدر من لجنة الانضباط، ايضا مثل هذه الجوائز يجب ان تنظم وفق قوانين واضحة تستبعد اي لاعب يتعرض لعقوبة انضباطية خلال الفترة الزمنية التي تغطيها الجائزة. كرة القدم لعبة ممتعة تجمع ولا تفرق والبطولات قامت من أجل التقريب بين الشعوب لا من اجل التفرقة وعلينا أن نحافظ على هذا المبدأ وأن نطبق القرارات فيه بحزم دون الالتفات إلى الأسماء او المستويات وليكن شعارنا الأخلاق أولا. عبدالله المالكي | الشمراني وجائزة الترضية!! was last modified: ديسمبر 4th, 2014 by فيصل خليل