ألمح مهاجم الغرافة القطري والمنتخب العراقي يونس محمود إلى إمكان تواجده في الدوري السعودي الموسم المقبل كون علاقته بالغرافة تنتهي بنهاية استحقاقات الموسم الحالي، وكشف يونس عن آخر نادي فاوضه وهو نادي الهلال السعودي للعب في صفوفه واصفاً الدوري السعودي بأنه الأقوى على مستوى الخليج وأنه الثاني على مستوى القارة الآسيوية. وأبدى قائد المنتخب العراقي في حوار مع «الحياة» استغرابه من عدم انضمام قائد النصر حسين عبدالغني للمنتخب السعودي في نهائيات أمم آسيا في الدوحة، مؤكداً أن حصول فريق لخويا على بطولة الدوري سيعيد الإثارة من جديد للبطولة القطرية في ظل تواجد عدد كبير من المنافسين على اللقب، فإلى الحوار: الغرافة لم يظهر هذا الموسم في الدوري القطري بذات المستوى الذي ظهر عليه في المواسم الأخيرة السابقة... ما الأسباب؟ - حققنا بطولة الدوري في 3 مواسم متتالية، ولكن هذا الموسم نجح فريق لخويا في خطف اللقب وقدّم مستويات جيدة وبالتالي استحق اللقب، والغرافة ولله الحمد لم يبتعد كثيراً فهو وصيف الدوري، وحصلنا على بطولة كأس ولي العهد ووصلنا إلى نصف النهائي في كأس الأمير، أما عن الأسباب فهي تكمن في بعض الأمور ومنها رحيل المهاجم البرازيلي كليمرسون، وأيضاً تغيير المدرب، ما أدى إلى تغير طريقة اللعب ونهج الفريق أسلوباً جديد فقدنا على إثره العديد من النقاط المهمة، ونحن كفريق ننافس على جبهات عدة، ولدينا أولويات في البطولات ما أثر على تركيزنا وسبّب الإرهاق للاعبين وهو ما كلفنا في النهاية فقدان لقب الدوري. هل هذا يعني بأن طريقة لعب المدرب الحالي ميتسو لا تتناسب مع فريق الغرافة؟ - اللاعبون حالياً تفهموا طريقة لعب ميتسو، خصوصاً أنه كان مدرباً للمنتخب القطري، والفريق حالياً يسير في الطريق الصحيح. إذاً نستطيع أن نقول بأن الغرافة بعدما فقد الأمل في بطولة الدوري تأثّر نفسياً ما أدى إلى تقديمه لمستويات غير جيده في البطولة الآسيوية؟ - لا لم نتأثر من عدم حصولنا على الدوري كثيراً، وليس لذلك علاقة في خروجنا من البطولة الآسيوية، فالسبب هو الضغط الذي واجهنا في الدوري والبطولة الآسيوية، ونحن في بداية الموسم خسرنا أمام العربي وقطر بسبب انشغالنا بمواجهة الهلال في الدور الأول، وتسببت تلك الخسائر في تقليص حظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني. فريق لخويا حقق اللقب في أول موسم يشارك فيه في دوري المحترفين القطري وخطفه من أمام أندية كبيرة لها باع طويل في الدوري أمثال الريان والغرافة والسد، لماذا؟ -أعتقد أنه أمر اعتيادي في الدوري القطري، وشاهدنا قبل لخويا فريق أم صلال أيضاً، والذي وصل إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا، وبعدها لم نشاهد أم صلال، ولخويا فريق جيد وقدّم مستويات رائعة وجذب لاعبين أجانب على مستوى عال واستحق الحصول على بطولة الدوري، والمشكلة حالياً أن مباراتنا في نصف النهائي المقبلة من كأس ولي العهد هي مع فريق لخويا. ما أسباب خسارتكم من الهلال على رغم أن الأمل كان موجوداً بتأهلكم إلى الدور المقبل في البطولة الآسيوية؟ - بصراحة، الهزيمة والخروج كانت متوقعه بنسبة 70 في المئة قبل أن نخوض اللقاء. هل اللعب بمهاجم وحيد دليل الاستسلام في المباراة؟ - المشكلة أن البعض يفسرون الخطة كما يريدون، والغرافة نجح في الوصول إلى مرمى الهلال لكن الحظ لم يكن معنا، وكل مدرب له طريقته، لكن نحن نعاني من نقص يتمثل في غياب المدافع بلال محمد وكابتن الفريق البرازيلي جونينيو وأحمد فارس وهي عوامل ذات تأثير كبير على الفريق، وأي مدرب يفتح الملعب أمام الهلال داخل ملعبه مخطئ، بل لو فعل ذلك فهي كارثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، والخطة كانت تقضي بأن نهاجم الهلاليين بعد الدقيقة 60، وبالعربي الفصيح لو أن لاعبي الهلال استغلوا الفرص التي سنحت لهم في الشوط الثاني لأحرزوا هدفين إلى ثلاثة أهداف، والمدرب لعب بطريقة احترافية، ولو شاهدت أول اللقاء فقد تحصلت لي فرصة لكن حسن العتيبي تصدى لها، ولا تنسى أننا نفتقد للاعب السوبر اليوم، إذ لم يعلب من المحترفين سوى أنا والعساس فقط، ولكن ما أريد أن أقوله أيضاً هو أن الفرق القطرية تنافس السعودية حالياً وبقوة على خلاف ما كان عليه الوضع في السابق. هل من المعقول أن يؤدي غياب لاعبين أو ثلاثة إلى هذه الدرجة من التأثير في فريق كبير ينافس على بطولات عدة مثل الغرافة؟ - بكل تأكيد... فعندما نتحدث عن كابتن قطر المدافع بلال محمد وهو باعتقادي من أفضل المدافعين في آسيا إلى جانب أسامة هوساوي، فإن تعويض غيابه صعب، وأيضاً أحمد فارس الذي صنع له مكاناً في الجهة اليمنى، إضافة إلى جينينيو الذي لا يختلف عليه اثنين، فهو قادر على إنهاء المباراة من كرة ثابتة في أية لحظة. قلت قبل قليل أن الأندية القطرية تنافس السعودية حالياً، هل نفهم من حديثك أنه الفرق القطرية لم تكن سابقاً نداً لنظيرتها السعودية فيما لم يكن الوضع كذلك؟ - في السابق لا يوجد فريق قطري على مستوى عالٍ، وفي السابق أيضاً لم يكن لدي معلومات عن الفرق، ولكن حالياً تستطيع الحكم من خلال الجماهير والبطولات وأمور أخرى. هذا عامل على توهجك ضد الأندية السعودية والمنتخب السعودي كونها من الأفضل على المستوى الجماهيري؟ - بكل تأكيد الجمهور السعودي كبير، ولو عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الخلف وتذكرنا مباراتنا مع المنتخب السعودي في الدمام فقد دخلنا الملعب وهو مليء بالجمهور وهنا تأتي الخبرة التي تتعامل بها مع مثل هذه المواقف. لماذا لم تتعامل مع مباراة الهلال الأخيرة بمثل هذا المنطق؟ - بصراحة هناك لاعبون في الغرافة لم يتمرسوا على مثل هذه البطولات القوية، فأكثرهم متمرسون على مستوى البطولات المحلية فقط، والبطولة الآسيوية تحتاج إلى لاعبي خبرة، فعندما تذهب إلى إيران تفوز هناك، وعندما تلعب في السعودية تفوز كذلك، واليابان كذلك، فيكون هناك كما نقول بالعراقية (قلب ميت) لا يخشى شيئاً أبداً، حتى وإن خسرت فالأهم أن تقدم كل ما لديك للفوز وإن لم يحصل الفوز فأنت قدمت أداءً جيداً. هل تلقيت عروضاً من أنديه سعودية؟ - نعم تلقيت من نادي الاتحاد قبل أربع سنوات، ونادي النصر في فترة الانتقالات الشتوية السابقة، لكنني كنت مرتبطاً بعقد مع الغرافة، وأيضاً خاطبني سامي الجابر للعب في الهلال، لكنني قلت له بأنني مرتبط مع الغرافة حالياً، وانقطعت الاتصالات بعدها بيني وبينه. بما أنك تقول إن الدوري السعودي الأفضل... لماذا رفضت هذه العروض؟ - صراحة كنت متخوفاً من الوضع في الدوري السعودي، من ناحية بعض الإعلاميين الذين نقلوا للجمهور أن يونس محمود يتكلم عن السعودية ولا يحترمها، ويستهزئ بالمنتخب السعودي، وهذا شي خاطئ، ورفضت العرض الاتحادي لهذا السبب خوفاً من المشاكل والشحن من الجمهور، ومن ضمن هؤلاء الإعلاميين بتال القوس الذي تحدثت معه ذات مرة في مدينة دبي، وقلت له إن مثل هذا الكلام الذي تتناقلونه غير صحيح، وقلت له أنا لا أتحدث عن الشعب السعودي نهائياً، وهو شعب طيب وأقدره كثيراً، وأنت يا بتال يجب أن تكون ذكياً، فعندما تتحدث عن نجم مثل يونس محمود، شعبه بأكمله يحبه، فأنت ستخسر شعب العراق، وأمثال هؤلاء الإعلاميين يوترون علاقات بلد بأكمله، فالوضع من دون هذا الكلام ومن دون هذه الأمور متوتر، لماذا نرى أشخاصاً يزيدون من حده التوتر بين البلدان، وهؤلاء الذين يتكلمون أصحاب نفوس ضعيفة ويحبون البلبلة، لكن من الممكن أن الغيرة لها دور في ذلك، ومن الممكن أن ما حدث بيني وبين ياسر القحطاني في بطولة آسيا وجائزة أفضل لاعب في آسيا كان لها دور في تأجيج غضب الجماهير، وياسر القحطاني لاعب كبير وأتمنى له التوفيق إن شاء الله، لكن بالعكس نحن أخوان وأصحاب ملة واحدة، ووالله إني أحب الشعب السعودي وأحترمه كثيراً، لكن هناك أشخاصاً عندما تتحدث عن شيء يأخذونها على أن المقصود بها بلده، ويجب أن يعلم الجميع أننا كلنا عرب ويد واحدة، ونحن في العراق نعتبر أنفسنا من أبناء الخليج مهما حدث. بكلامك هذا تفند أي كلام خرج على لسانك عندما تحصّل ياسر القحطاني على جائزة أفضل لاعب في آسيا من أمامك؟ - أنا لا أتكلم عن ياسر القحطاني نهائياً، فهو لاعب كبير، لكن تلك الجائزة ظلمني فيها الاتحاد الآسيوي، فكنت أستحقها فأنا حققت البطولة لمنتخب بلادي، وهي كانت مجاملة للسعودية في تك الفترة. ما المصلحة التي يسعى إليها الاتحاد الآسيوي في مجاملته للاعب السعودية؟ - الاتحاد الآسيوي ظلم «الموهوب» محمد الشلهوب في عدم منحه الجائزة عام 2006، وأعطاها للقطري خلفان إبراهيم الذي لم يلعب سوى مباراة ونصف، وكانت الجائزة التي تحصّل عليها ياسر القحطاني تعويضاً عن جائزة الشلهوب المظلوم. ومنح ياسر للجائزة أحد الأمور التي كانت وسيلة يتم من خلالها تقريب وجهات النظر وإعادة العلاقة كما كانت، وأيضاً بدر المطوع ظُلم في عدم حصوله على الجائزة في النسخة الماضية، وأيضاً لا ننسى دور الإعلام السعودي القوي والذي يضاهي الإعلام العراقي، وباعتقادي الإعلام القطري أقوى من السعودي. انضمام المغرب والأردن لمجلس التعاون الخليجي، كيف تراه على الصعيد الرياضي؟ - أنا أرى أن هذا الانضمام سيكون مردوده سلبياً على الخليج، وبالنسبة للرياضة ستقوي المنافسة في بطولة الخليج، وأتمنى أن يعود كأس الخليج كما كان سابقاً، لكي يأخذ الكأس من يستحقه.