قبل المباراة أمام منتخب عمان، كان المنتخب الكويتي يتصدر مجموعته، وكان بحاجة للتعادل على اقل تقدير؛ للتأهل للدور نصف النهائي، وبعد المباراة عاد للكويت بخسارة مذلة في نظر الكويتيين. تعودنا منذ سنين طويلة في الدول العربية تحديدا نستغرب كثيرا عندما نرى فريقا أو منتخبا يخسر (بالخمسة أو الستة أو السبعة)، وأصبحت اي نتيجة تكون اكثر من أربعة هي بمثابة الكارثة لدينا. في كرة القدم أحيانا يمر عليك يوم غريب لا تستطيع كمدرب تفسير شيء فيه ولا تعلم ماذا يحدث لمنتخبك فتجد جميع اللاعبين في أسوأ حالاتهم الفنية، وهنا نقول وقتها ماذا عليك كمدرب ان تعمل؟!. قبل المباراة كمدرب للمنتخب تعد لاعبيك بشكل جيد، وترى فيهم الحرص والجدية والرغبة للفوز بالمباراة، وتجد كامل التركيز منهم، ومن ثم تأتي المباراة ولا تعرف ماذا حصل حتى يراودك الشك أنهم ليسوا لاعبيك!! . في مثل هذه المباريات عندما تخسر بنتيجة كبيرة وتودع بطولة يظهر كل شيء ويبدأ فتح الملفات القديمة، حتى يبدو لنا من الانتقادات الكبيرة وكأن هذا المنتخب مريض ولا سبيل في علاجه، ويراودنا الشك ان زمن المنتخب الكويتي انتهى. لم يتعلم الكثيرون في الدول العربية كيف يعالجون أخطاءهم بهدوء وعقلانية، بعيدا عن الانفعالات عند الخسارة، وان يكون الاخفاق بمثابة المحفز الذي من خلاله يستطيعون النهوض من جديد، وأن يعترفوا بأخطائهم إن وجدت ولا يكابرون. الخسارة حصلت والنتيجة كبيرة ومهينة لمنتخب مثل الكويت، متسيد هذه البطولة (بالعشرة ألقاب)، لكنها ليست هي النهاية فالسقوط ليس عيبا الأهم النهوض بعد السقوط والعودة أكثر قوة. من يصدق أن منتخبا كبيرا كالبرازيل وعلى أرضه وأمام جماهيره وهو المرشح الأقوى لكأس العالم، يسقط بالسبعة أمام ألمانيا، ولكنه سقط، ولأنها كرة القدم يجب ان نتقبل اي نتيجة وندرس أسبابها. الجميل أن مدرب المنتخب الكويتي (فييرا) لم يهرب من المواجهة، وحمل نفسه المسؤولية، وهي شجاعة تحسب له، ولم يلق بالتهم على الآخرين، واتفق معه عندما قال: في مثل هذه المباراة لا تجد كلمات للتعبير عما حدث فما حدث كارثة كبيرة. في الكويت هناك من يحمل الاتحاد الكويتي السبب، فيما حصل للمنتخب ويطالبون بحل هذا الاتحاد، وآخرون يرون أن المدرب هو السبب، ومنهم من يحمل اللاعبين المسؤولية؛ لأنهم لم يقدموا شيئا يستحق الذكر. الشارع الرياضي الكويتي لن يهدأ حتى يسمع قرارات جريئة وقوية يشعر من خلالها أن هناك فعلا تغيرا قادما يعيد منتخبهم بشكل لائق في بطولة آسيا ولكي يعود مرعبا كما كان. أخيرا… كتبت هذا المقال قبل لقاءي نصف النهائي بين (منتخبنا والامارات** وعمان وقطر).. كل الأمنيات أن يكون منتخبنا الأخضر تجاوز الإمارات في طريقه للكأس.