دخل المدرب الأورجواني كارينو تاريخ النصر وسيبقى اسما هاما في تاريخ التدريب في الملاعب السعودية أسوة بكثيرين وضعوا بصمات لهم في اكتشاف المواهب وصناعة فرِق وقيادتها للبطولات كبروشتش وزاجالو ومانيلي وتيلي سانتانا وفورميقا وكاندينو وأوسكار وجويل سانتانا وكامبوس وغريتس وديمتري وآخرين، كارينو صنع فريقا قويا كان يبحث لسنوات طويلة عن العودة للمنافسة على البطولات، كانت بدايته عصيبة في الموسم الأول، وجاء موسمه الثاني مليئا بالنجاحات، تجاوز كثيرا من العقبات وأزمة البرازيليين الثلاثة التي سبقت مواجهة الجولة العاشرة أمام المنافس (الهلال)، تمكن كارينو من قيادة فريقه للفوز ببطولة الدوري وكأس ولي العهد محققا أرقاما قياسية، كثيرون توقعوا المبادرة لتجديد عقد الأورغواني لكنه بالغ في شروطه وغالى في مطالبه، ما جعل إدارة النصر تغض الطرف عنه وتتوجه للبحث عن بديل. لم يكن كارينو وحده وراء العودة القوية للمنافسة الحقيقية والفوز باثنتين من كبرى البطولات السعودية، صنع النصر الجديد إدارة محترفة دعمت فريقها بسخاء، وعززت الصفوف بخيرة النجوم المحليين خلال خمسة أعوام، حتى تحول (العالمي) من فريق لا يجد المنتخب السعودي من يضم أحد لاعبيه إلى أن يستحق غالب من يمثله اليوم ارتداء شعار (الأخضر)؛ بل إن كارينو نفسه تلقى دعما معنويا كبيرا من الإدارة حين جددت الثقة فيه وتجاهلت أصواتا طالبت بتغييره في مناسبات عدة؛ فضلا عن الدعم الجماهيري التاريخي الذي آزر (الأصفر) في واحد من أجمل مواسمه الكروية. الإسباني كانيدا لم يكن خيارا متفقا نظير تجربته غير الناجحة مع الاتحاد،كان (العميد) يعاني في كل الاتجاهات، أزمات مالية خانقة ومشاكل إدارية وخلافات شرفية وسوء في اختيار الأجانب، لم يكن الحكم على كل من عمل في الاتحاد منصفا في ذلك الوقت، كانيدا قاد مرحلة الإعداد شاهدنا فريقا جيدا في دورة العين، وتفوق ميدانيا على الشباب في نهائي "السوبر" حتى في الزمن الذي لعبه منقوصا بعد طرد غالب، كانت له الفرص الأخطر منها حالتا انفراد، وهضم حقه باحتساب ركلتي جزاء، وجاءت خسارته عن طريق ركلات الحظ الترجيحية، "السوبر" هو أول ظهور رسمي للنصر هذا الموسم، خرجت بعده بقناعة تؤكد جاهزية الفريق للمنافسة بصورة تفوق ما شاهدناه مع المدرب السابق؛ غير أن هناك من يسعى لإعادة أسطوانة تغيير مدربي النصر بهدف ترسيخ عقدة كارينو وكأن النصر لن يسير إلا بوجود الأورغواني، وهذا لا يمنع من انتقادات هادفة لعمل الجهاز الفني الحالي بعد الأداء المتواضع أمام الخليج. مقالة للكاتب عبدالله الفرج عن جريدة الرياض