بمراجعة القائمة الأساسية للمنتخب السعودي الذي مثلنا في كأس العرب نجد أن حارس المرمى شراحيلي هو لاعب احتياطي في ناديه و بلغيث قلب الدفاع هو لاعب احتياطي في نادي الأهلي وحسن خيرات احتياط في الهلال والبرقان لاعب احتياطي في نادي الاتفاق وكابتن الفريق الغنام هو لاعب احتياطي في ناديه وعيسى المحياني كان يشكو مر الجلوس على دكة الاحتياطي في ناديه وفهد الحمد لم يشارك مع ناديه سوى في عدد محدود جدا من المباريات وحتى زامل السليم الذي شارك دقائق قليله في كأس العرب كان احتياطيا في ناديه معظم الموسم . اذن بإمكاننا تسمية هذا المنتخب بمنتخب من دكة احتياطيي الأندية . وهذا والله لم أشاهده في أى مكان بالعالم .. لاعب لا يجد له مكانا في ناديه ويستدعى ليمثل منتخب بلاده !! في كل العالم الكروي المتقدم وحتى الذين يحاولون اللحاق بالركب تكون الأندية هي التي تعد اللاعبين للمنتخبات.. بمعنى أن اللاعب يجب أن يبرز في ناديه ويتألق ويحجز له مقعدا كأساسي ومن ثم يتم اختياره للمنتخبات. هذه قاعدة بديهية ولكنها غير معمول بها لدينا.. نحن البلد الوحيد في العالم الذى يعد اللاعبين في المنتخبات ليصبحوا جاهزين للعب فى أنديتهم . في مباراة السعودية وليبيا أرتكب ريكارد خطأ بدائي دل على عشوائية هذا المدرب أصيب بلغيث فكان التغيير بإرجاع الغنام كقلب دفاع والرويلي كمحور وأدخل ظهير أيسر (عكاش) ليلعب كوسط أيسر .. تغيير أدى الى تفكيك المنتخب من جميع زواياه فكان الغنام ثغرة كبيرة كقلب دفاع وخسرنا أيضا قوة الغنام في المحور وخسرنا أهمية الرويلي كوسط مهاجم وخسرنا الغامدي عندما كان يتقدم بأطمئنان لوجود قلب دفاع أصلي ومحور أصلي يغطيان مركزه كما أصبحت هناك ازدواجية في المهام في الجهة اليسرى حيث عكاش والحربي هما في الأصل يؤديان نفس المهمة .. وسيطرت ليبيا على كل شيىء وفازت بسهولة بعد ذلك التغيير الكوارثي . هذا التغيير أعادني بالذاكرة لمباراة استراليا عندما زج بياسر بديلا لناصر في وقت كان فيه المنتخب في أمس الحاجة لتعزيز الوسط والدفاع لإنهاء ال17 دقيقة المتبقية والحفاظ على التقدم . انا لا أبكي على اللبن المسكوب فالبطولة كلها لم تكن ذات أهمية كروية وقد تكون أهميتها سياسية واختيارات المنتخب كانت غريبة وهذا المنتخب الغريب في تشكيلته لا يمكن لعاقل ان يقول هذا هو منتخب المستقبل ولكني فقط أوضح مدى عشوائية ريكارد ومحدودية قدراته . العيب ليس في ريكارد العيب في من أحضر ريكارد و العيب في الفكر الذي يدير المنتخب منذ نهاية كاس آسيا 2007 لا يملك أي أستراتيجية وليس لديه أية خطط مجرد قرارات وخطوات عشوائية . أجعلوا المنتخب الأولمبي الحالى هو الهدف ويمكن إضافة لاعبين أكبر سنا له بشرط الا تزيد أعمارهم عن ال 25 سنة وأعطوا أيام الفيفا قدسيتها وحقها وأستفيدوا منها بالاتفاق على مباريات دولية قوية لكسب الخبرة والاحتكاك. ياسر الفهمي وابوسبعان وسعود حمود وسالم الدوسري أمثلة لأسماء واعدة صغار في السن ولكن يملكون من المواهب والأمكانيات ما يفرض علينا أن نرعاهم بعناية فائقة ونعمل على صقل ما يملكونه من إمكانيات وإكمال ما ينقصهم من نواقص . بعيدا عن أي تعصب هؤلاء هم عماد منتخبنا بعد سنوات قليلة وهم أمل كرة القدم السعودية فكيف نحافظ عليهم ونرعاهم . بجانب هؤلاء الأربعة يوجد العديد من النجوم القادمة بقوة لتكمل هذا العقد الجميل أمثال يحيى الشهري وحمد الحمد وسلطان البيشي وسلمان الفرج وهتان باهبري وال فتيل وغالب وياسر الشهراني وماجد عسيري واحمد عسيري ومعن خضري ومشعل العنزي ومنصور الحربي وخالد الغامدي وعبدالرحيم جيزاوي وعبد العزيز الدوسري ومجرشي ومحسن العيسى ويحيى مسلم وعوض خميس وإبراهيم الابراهيم والحافظ وصالح الشهري . الخبرة والأحتكاك سيأتيان بأعطائهم الفرصة من الآن والصبر عليهم كما أن هذه المواهب تحتاج الى شيىء آخر أكثر أهمية وهو الثقافة والتعليم لأنهما يحميان اللاعب أولا من نفسه وثانيا من مغريات الحياة وأصدقاء السوء وثالثا من العدو التقليدي للنجوم وهو الغرور وهذا ما أشار اليه الأمير الشاعر خالد الفيصل وهو يستقبل أبطال كاس فيصل للفرق الأولمبية عندما قال لهم موجها عليكم أن تتسلحوا بالثقافة لأن الرياضي مهما بلغت موهبته يظل ناقصا اذا لم يتسلح بالعلم والثقافة .. فعلينا بثقيف هؤلاء النجوم لنحافظ عليهم ونجني ثمارهم والتي ستكون دون أدنى شك في صالح الكرة السعودية . أنسوا ياسر القحطاني وركزو على ياسر الفهمي.. تجاهلوا المحياني وناصر الشمراني والسهلاوي وأعطوا صالح الشهري وسعود حمود ومجرشي الفرصة.. أحيلوا كريري للمعاش مع الشكر ونصبوا ابوسبعان وغالب قائمين على أعمال مركز المحور لدينا...آن لمحمد نور ان يعتزل دوليا وآن لسالم الدوسري أن ينطلق دوليا .. أزيحوا الشلهوب من الخارطة مع باقة ورد وخطاب شكر وأعتمدوا على يحيى الشهري كصانع لعب مستقبلي ... تناسوا أبناء عطيف وخصوا بالاهتمام أبناء الخضري .. لا تجعلوا كل اعتمادكم على الاساميين هوساوي والمولد ودعونا نعتمد على أحمد عسيري وآل فتيل ونصبر عليهما ... ضعوا الزوري ومعاذ على الدكة وأنصفوا سلطان البيشي والغامدي وسلمان الفرج والحربي. هذا الجيل هو أملنا في كاس آسيا 2015 وكاس العالم 2018 دعونا نركز عليهم ونهتم بهم بطريقة علمية وعملية أساسها الحياد والمساواة . نقاط تحت السطر :- • المناخ الاداري الصحي سواء كان بالأندية أو المنتخبات ينعكس إيجابا على اللاعبين فتزيد عطاء اتهم . • العدالة في اختيار اللاعبين للمنتخبات هي أهم مقومات الوطنية التي يتشدق بها البعض. • ليس المقصود من التعليم هو الشهادات العليا وإنما مستوى مناسب من التعليم يساعد اللاعب على تثقيف نفسه . • هذا الجيل القادم لو أبعدنا عنه الاداريين المسيطرين على المنتخب منذ العام 2007م يمكن أن يقدم لبلادنا ما قدمه لنا ماجد والنعيمة وعبدالجواد والهريفي والثتيان وفؤاد انور واحمد جميل وخالد مسعد . • ريكارد والمسحل ينطبق عليهما المثل القائل أسمع جعجعة ولا أرى طحنا. • ملايين ريكارد امتداد للملايين المدفوعة في عقود اللاعبين المتهالكين محلين كانوا أو أجانب وكلها تقع تحت مسمى الهدر المالي . • في السابق كانت جماهير النصر تغضب وتشمت لأن المنتخب لا يضم أى لاعب من ناديهم والآن جماهير الهلال تغضب وتشمت لأن المنتخب يضم لاعبين من النصر رغم أن لاعبي الهلال في المنتخب الحالي أكثر من لاعبي النصر . • غضب النصراويين قد يكون مبررا ولكن ما هي مبررات غضب الهلاليين !! الرمية الأخيرة :- أراحة اللاعبين الدوليين الذين كانوا بأستراليا كان أفضل قرار يتخذه ريكارد منذ قدومه هذا اذا ما كان هو الذي أتخذ هذا القرار وكنت أتمنى أن يكتمل القرار وتتم أراحتهم نهائيا من تمثيل منتخبنا مستقبلا وأن يكون الاعتماد منذ الآن على لاعبي الجيل القادم طالما انه ليس لدينا مشاركات دولية مهمة طوال هذا العام والعام الذي يليه وأن أهم المشاركات الدولية القادمة هي كأس اسيا 2015 وتصفيات كاس العالم 2018 فيجب علينا الاعتماد على اللاعبين تحت 25 سنة منذ الآن وتجهيزهم لهاتين المشاركتين الهامتين .. فهذا الجيل القادم فيه عناصر لو وجدت الاهتمام والرعاية والأنصاف لأمكنهم أن يعيدوا الكرة السعودية على الأقل الى وضعها السابق في صدارة أمم اسيا .