فرص الأهلي للتأهل لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في لقاء الإياب مساء غد في جدة أمام الهلال قوية لصعوبة مهمة الفريق الأزرق أمام فريق منظم وقوي فرض نفسه بمستواه المتميز محليا وقاريا. والحصانة الثقافية والفنية والإدارية الأهلاوية تنبئ ببلوغه النهائي على حساب الهلال لتوفر عوامل النجاح منها احترام الخصم مهما كانت ظروفه وإعطاء كل مباراة الأهمية القصوى من الاستعداد والتحضير الفني والنفسي، بالإضافة إلى بيئة العمل التفاعلية المحفزة والمدعومة بإسناد جماهيري كبير يتوقع حضوره بكثافة في ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة. فالأهلي الذي ظهر في الرياض مساء الإثنين الماضي بكامل صحته رغم الإصابة التي داهمت هدافه الخطير فيكتور سيموس فريق يجيد التعامل مع كل الظروف حسب شكل الملعب فنياً وحركة لاعبيه في إزعاج الهلال من خلال تحريك لاعبيه في مناطق الضعف الهلالية من جهة اليمين واليسار يؤشر إلى حس قراءة مدربه للشكل الفني للخصم. والهلال بخسارته في الرياض بهدف من الأهلي في الذهاب وضع نفسه في مواجهة مع الخروج من المسابقة بفشله من الاستفادة من عامل الأرض والجماهير في أجواء مغبرة في نصف نهائي المسابقة هي أقرب للتعود على لاعبيه منها إلى لاعبي الأهلي الذين أتوا من أجواء مناخية رطبة ومختلفة عن أجواء الرياض. وباتت عملية امتصاص الضربة الأولى للهلال بمواجهة خصمه مجددا في الإياب صعبة لكنها ليست مستحيلة إن نجح بالتغلب على الأهلي في جدة بأكثر من هدف أو التعادل بأكثر من هدف وبهدف لمثله تمدد المباراة أشواطا إضافية وصولا إلى ضربات الترجيح، وفيما عدا ذلك كل طرق التأهل سالكة للأهلي فوزاً أو تعادلا سلبيا. ويبدو أن الهلال الذي لعب بكامل نجومه من خلال مؤشرات مواجهته مع الأهلي يقع في دوامة الخيار في رص صفوفه ولم يحدد بعد خياره في استثمار كل إمكاناته الفنية في التركيز على هدف محدد إما الرمي بكامل ثقله في المسابقة المحلية أو إراحة أهم نجومه لمواجهة الاستحقاق الآسيوي. والهلال من الملاحظ أنه الأكثر قلقاً من الأهلي والاتحاد في المشاركة الآسيوية وحظوظه لازالت معلقة رغم تصدره لمجموعته الآسيوية،ففي اللقاء المنتظر مع الغرافة في الرياض في الجولة السادسة والأخيرة ضمن دور المجموعات يحدد مصيره وإن كان التعادل يكفيه للانتقال إلى المرحلة التالية. والمخاوف التي تنتاب الهلال وباتت حاضرة أيضا في مسابقة كأس الملك من خلال اهتزاز توازنه الفني مردها هاجس (الآسيوية) والرهبة من ضياع جهوده ومحاولاته المزمنة المتكررة لعبورها بحثاً عن تجاوز المحيط الآسيوي إلى العالمية. والخوف على الهلال ليس فنياً، فهو من القوة بمكان قادر على حسم كل لقاءاته الآسيوية لكن الخوف من التداعيات النفسية المتراكمة في التفكير الهلالي على خلفية مشاركات سابقة لم يكتب لها النجاح. يبقى القول: إن الأهلي فرض نفسه اعتبارا من الموسم الماضي كلاعب أساسي في صيد البطولات وأغلب المؤشرات الفنية والنفسية أيضا تشير بقدرة الأهلي ثاني الدوري السعودي وبطل كأس الملك الموسم الماضي والعائد للتوهج لفرض اسمه الكبير مجددا على خارطة البطولات السعودية. والأهلي مؤهل فنياً للاستفادة من مكاسب الذهاب الإيجابية وتوظيفها في لقاء الإياب مساء غد (الجمعة) التي سيتحدد على ضوء نتيجتها الطرف الأول في نهائي الكأس لمقابلة الفائز في مجموع الذهاب والإياب بين النصر والفتح والمقال كتب قبل لقاء الذهاب في الرياض مساء أول أمس بين العالمي والنموذجي الإحساوي.