الكاتب فتحي بن هادي جميل أن يصل التنافس بين فرق دوري عبداللطيف جميل حدته، لأن التنافس هذا يبرهن على أن الأندية في ذروة عطاءاتها، وسيعود ذلك بالفائدة على منتخبنا الوطني حيث أن الأندية هي اليم الذي ينهل منه المنتخب الذي ستقوى شوكته به، ولكن من السيئ أن نرى هذا التنافس يحيد عن إطار المنافسة الشريفة، ليعني بالتلاعب بنتائج المباريات لصالح أندية على حساب أخرى، والمحصلة النهائية هي منتخب ركيك لا يقوى على الوقوف على قدميه ناهيك عن منافسته المنتخبات الأخرى. قبل موسمين تحديداً تجاهل الاتحاد السعودي لكرة القدم جميع نداءات الاستغاثة الأهلاوية عندما تبين أن رئيس نادي عاصمي يقوم بدفع مبالغ مالية، تحت مسمى مكافآت تحفيزية بمقدار خمسة عشر ألف ريال تحديداً، لكل لاعب من الأندية التي ستواجه النادي الأهلي فقط، على أمل الإطاحة به ليخلو لناديه الجو للتفرد بصدارة سلم الترتيب، وما أشبه الليلة بالبارحة هانحن الآن على موعد لنرى المشهد ذاته مع اختلاف طفيف في السيناريو حيث تمثل الدعم هذه المرة في جلب حكام أجانب محمولين مكفولين. يظهر أن التنافس ما بين النادي الأهلي وذلك النادي العاصمي بلغ حدته حيث وصلت أنباء من مصادر موثوقة تفيد أن رئيس النادي العاصمي ذاته طرح فكرة الحكم الأجنبي على طاولة رئيس نادي التعاون لعدم ثقته بالحكم الوطني، مع تكفله التام أيضاً بكافة تكاليف هذا الحكم الأجنبي، الذي سيقود المباراة الدورية التي ستجمع نادي التعاون بشقيقه النادي الأهلي، حيث تكتسب هذه المباراة وجميع ما تبقى من مباريات للنادي الأهلي في دوري جميل أهمية كبرى بالنسبة لهذا النادي العاصمي، حيث أنه ينتظر تعثر الأهلي في أي مباراة ليتقدم في سلم الترتيب للحصول على المقعد الآسيوي الثالث، عوضاً عن النادي الاهلي الذي يزاحمه عليه بشدة. لو قسنا هذا الوضع على دولة من الدول الاخرى لوجدنا فارقاً شاسعاً ما بين ردود الأفعال الرسمية التي قد تحدث من قبل الاتحادات الرياضية، ففي الدوري الإيطالي حدثت قضية مشابهة لنادي اليوفي حيث قام بالتلاعب بنتائج بعض المباريات، وتم الحكم عليه بتنزيل النادي بأكمله لدوري الدرجة الثانية دون عناء يذكر، وشتان ما بين هذا التصرف العادل وبين تصرف اتحادنا السعودي الذي يقف موقف المتفرج من رئيس هذا النادي، الذي فاحت رائحة أفعاله البعيدة كل البعد عن التنافس الشريف على مستوى كرة القدم، هذا إذا لم يقم رئيس الاتحاد السعودى بتهنئة نادي التعاون على قيامه بجلب الحكام الاجناب دون يساوره شك البتة. ورغم أن التعاون فعلها هذه المرة واستعان بحكام أجانب لكنها ستظل ظاهرة كونية لن تتكرر إلا إذا أعاد التاريخ نفسه.