الكاتب فتحي بن هادي لا نشكك في نزاهة حكامنا الوطنيين مطلقاً، ولا نزايد عليهم، ولكن لأن ممارسة التحكيم في ملاعبنا هواية لا صنعة، لا أحد منا ينكر أحقيتهم بممارسة تلك الهواية في المباريات الكبرى قبل الصغرى، وما يشكل الموضوع هنا هو تدني المكافأة الممنوحة له نظير ما يتعرض له من إغراءات وضغوطات سلطوية، ما استدعي بروز صورة عامة في ذهن أي عاقل تكمن في تخيل سهولة الوصول إلى الحكم بحيلة أو بأخرى، لا لقلة أمانتهم بل لضعف المكافآت التي يتقاضونها ولمحدودية قدرتهم على حماية أنفسهم من تهديدات لا حيلة لهم بها، ورغم كل ذلك نشيد بأن معظم حكامنا قمة في النزاهة والشرف ولا نزكي على الله احدا. مشكلة تعدد الأخطاء التحكيمية وتنوع أساليبها وتغير الحكام وتغير الفرق المتضررة مع ثبات الطرف المستفيد من كل تلك الاخطاء في كل مرة شيء يرن جرساً في عقل البليد يقول انظروا في أمري بصورة عاجلة. إن كان هنالك عنوان بارزاً للأخطاء التحكيمية في وطننا لا يوجد أبرز من عنوان سيكون اسمه النفوذ والسلطة، فتكرر اسم الطرف المستفيد من الاخطاء في كل مرة سواء كان طرفاً في النزال أو لم يكن، لا يدل إلا على شيئاً اسمه استخفاف بالعقول، مع العلم أن الطرف المستفيد سيستفيد حتى وإن لم يكن طرفاً في الميدان من كرت طائش للاعب هام أو طرد جائر أو نقاط مسلوبة… إلى آخر قطرة من دماء بطل الفيلم. أسندت لجنة الحكام مباراة الكلاسيكو الكبير ما بين الأهلي والهلال إلى الحكم القدير مرعي العواجي، الذي لا يطالبه الشارع الرياضي بشيء غير إحقاق الحق بصافرته، ونسيان إبداعاته السابقة ضد الأهلي، وذلك لإخراج الكلاسيكو المرتقب بصورة حسنة، تعيد ما سقط سهواً من ثقة عند الشارع الرياضي في الحكم السعودي بشكل عام، بعدما كدنا أن ننسى مذاقها في الجولات الفائتة. فتحي بن هادي أبوعامرية @Fathi_Hadi