الكم والكيف؛ فأما الكم، فكم صحيفة وكم صحفي وكم عمود وزاوية وكم قلم متعرج ومتكسر ومتلون وناشف من الفكر، سكبوا أحبارهم التي ملأت الصفحات، وأطلقوا العنان لأصواتهم عبر الفضائيات لمهاجمة وشتم وانتقاد قاسٍ لصوت واحد أتيحت له الفرصة لطرح آرائه وأفكاره، التي لم تعجبهم ولم تتوافق مع ميولهم، فتابعوا نبرات صوته الجريء ومفردات حديثه بدقة متناهية، وحتى أجندته التي يستعين بها اتفقوا على عدد صفحاتها وحددوها بأربعين ورقة، رغم أنهم يكتبون في صحف متعددة، فتعبئتهم كانت متشنجة متوترة، فلم كل ذلك يا هؤلاء؟ هل لأن هذا الشخص ينتمي لناد آخر؟ أم لأنه قال الحقيقة عن مستوى لاعب فريقكم المفضل، وتكلم بكل صراحة ووضوح عن هبوط مستواه الذي خيب أمل الجماهير قاطبة؟ فإذا كان هذا النجم يهمكم فلم لا تبحثون عن أسباب تراجع أدائه؟ فقد خذلتموه ولم تقفوا معه في أهم أسباب تدني عطائه، وهي حقوقه المالية لدى ناديه حينما تأخرت، فالتزمتم الصمت، وأمور أخرى أنتم أعلم بها، وتركتم العلة الحقيقية، واتجهتم لإيقاف صوت الحق فأعمتكم العصبية الممقوتة، فتناسيتم هموم الجماهير وتألمها من خروج المنتخب من الأدوار التمهيدية في البطولة الآسيوية، فاختزلتم كل ما حدث في الدفاع عن النجم الأوحد. وأما الكيف فقد استمعتم إلى شخص واحد فقط أقنع الأغلبية في طرحه الصريح ورؤيته الكروية العميقة المبنية على خبرات سابقة؛ لأنه يملك رصيدا كبيرا من التاريخ الرياضي له بصمته القوية في إنجاز فريق ومنتخب بلده، فقد شارك معهما قاريا وعالميا. سريع البديهة في استحضار الحجج والبراهين الموثقة والأدلة الدامغة إنه القائد الماهر فهد الهريفي فهو مكسب كبير للأسرة الإعلامية مهما اختلف معه البعض، من أصوات الضد وأعداء النجاح فقد قدم فنونه الكروية المتميزة على البساط الأخضر في زمن مضى، وهاهو يبدع من خلال الفضائيات وعبر الأثير، ومؤشرات نجاحه كثافة ما يكتب أو يعلق على أي فكر أو رأي يتبناه، وهذا هو الوقود الذي يدفعه للاستمرار في الظهور الإعلامي المميز. هوامش أكاد أجزم أن البعض ممن تتبع الهفوات اللغوية «للكابتن» فهد الهريفي التي لم تؤثر على إيصال أفكاره لو استضيفوا على الهواء مباشرة لما استطاعوا تركيب جملتين مفيدتين فلولا قلم المصحح اللغوي لشاهدنا العجب العجاب في مقالاتهم. ___________ نقلا ً عن شمس