على الرغم من أن عدداً لا بأس به من فرساننا "المحلّيين" لا يُجيدون الاعتراف بالتصنيف الدوري للفرسان والذي يصدر عن الاتحاد الدولي للفروسية ( FEI ) كل شهر والذي يُعلن رسمياً في موقع الاتحاد ، وبالرغم من أنهم يفضلون التباهي بالتصنيف المحلي إلا أنه -أي تصنيف FEI- واقعٌ حتمي عليهم أن يتقبلوه بصدرٍ رحب ، إذ أنه يمثل مقياساً واقعياً يحمل درجةً عاليةً من المصداقية يستطيع أن يقدم من خلالها تصوراً بيانياً لمستوى الفرسان نقيس من خلاله مدى تطورهم وتراجعهم ، وتبرز أهمية هذا التصنيف في هذا التوقيت بالذات والذي نستطيع اعتباره توقيتاً حرجاً يضع فرسان المملكة جميعهم على المحك لتزامنه مع إعلان تجديد الدعم لصندوق الفروسية والذي بدوره يعتزم ضم عددٍ من الفرسان لصفوف المنتخب والذين يُفترض أنهم من النخبة الذين يحظون بمراتب متقدمة ومستويات عالية ليكونوا قادرين على تمثيل اسم المملكة خير تمثيل . وفي ظل هذه المعطيات لم يكن مستغرباً أبداً أن تحصل بعض التغيرات في تصنيف الفرسان هذا الشهر ، إلّا أن المفاجأة كانت أنه جاء بتغيراتٍ قياسية على مستوى الترتيب والنقاط ، تجبر الجميع على إعادة الحسابات ، وقد جاءت أبرز هذه التغيرات على النحو التالي : إذ تصدر الفارس المتألق كمال باحمدان قائمة الفرسان السعوديين بعد أن قفز (15) مرتبةً في التصنيف ليصبح في المرتبة (61) دولياً ، ليضع الفارس عبدالله وليدالشربتلي في المرتبة الثانية بين فرسان المملكة بعد أن تراجع مرتبتين في التصنيف ليحل في المرتبة (67) دولياً. في حين حافظ الفارس رمزي الدهامي على مرتبته الثالثة في قائمة الفرسان السعودين ، إلا أنه تراجع ثلاثة مراتب دولياً ليكون في المرتبة (132)، كذلك حافظ الأمير الفارس عبدالله بن متعب على مرتبته الرابعة في قائمة فرسان المملكة إلا أنه قال كلمته دولياً إذ قفز (20) مرتبةً مُستحقّة ليكون في الترتيب (134) ، كما حافظ الفارس الأولمبي خالد عبدالعزيز العيد أيضاً على مرتبته بين فرسان المملكة خامساً ، إلا أنه وللأسف ، وعلى غير عادته تراجع (43) مرتبة ليحل في الترتيب ( 234) دولياً كإحدى أبرز مفاجآت هذا التصنيف ! أما الفارس بدر الفرد فقد كان له رأيٌ آخر على المستوى السعودي والدولي ، إذ قفز مرتبة في قائمة فرسان المملكة ليحل في المرتبة السادسة ، في حين أنه وفي الوقت نفسه قفز أربعة مراتب في التصنيف الدولي للفرسان ليحل في المرتبة (344) . كما تقدم الفارس فيصل الشعلان مرتبة واحدة بين فرسان المملكة ليصبح في المرتبة السابعة على الرغم من تراجعه (19) مرتبة في التصنيف الدولي ليحل في الترتيب (408) ، على الرغم من ذلك إلا أن تراجع الفارس فهد العيد كان أبرز المفارقات المؤسفة في هذا التصنيف بعد أن تراجع مرتبتين في قائمة فرسان المملكة ليحل ثامناً كما تراجع (91) مرتبةً كانت موجعة وضعته في الترتيب (435) دولياً . وقد حافظ الفارس ناصر البقمي على ترتيبه التاسع في قائمة الفرسان السعوديين إلا أنه تراجع (127) مرتبةً في التصنيف الدولي والذي جعله يحل في المرتبة (542) دولياً ، إذ كان تراجعاً قاسياً جداً على فارسٍ متألقٍ مثله. وإذ أنني وعلى طريقة "المعلمين" سوف أكتفي بتتبع مستويات الفرسان العشر الأوائل فإنه يسعدني أن يكون ختامها مسك مع الفارس عبدالرحمن بدر الراجحي والذي حافظ على المرتبة العاشرة في ترتيب فرسان المملكة لكنه تألق دولياً إذ قفز (28) مرتبةً جعلته في الترتيب (639) دولياً . البعض كانت نتائجه مُرضية والبعض الآخر كانت مذهلة ، إلا أن البعض جاءت نتائجه مخيبة للأمل ، بل وكارثيةً أحياناً ، على كلٍ فهذه هي لغة الأرقام صادقة إلى حد النزاهة ، صريحٌةٌ إلى حد الوقاحة ، وفي ظل منافسةٍ لا تؤمن بالهدنة ، ولا تعترف بالتعب واستراحة المحارب على كل فارسٍ أن يدافع عن ترتيبه ، ويحاول التقدم الآمن حتى لا يجد نفسه أمام فارسٍ آخر يأخذ مكانه ويقول له ( كش ملك ) !