ترفض الساحة الرياضية السعودية ان تستقر ويتجه العمل في الاندية والاتحادات واللجان ورعاية الشباب الى التطوير والانتاجية وبلوغ الاهداف المرجوة، تخرج من قضية فتجد القضية الاخرى بانتظارها الى ان تتعقد الأمور، ويتأزم الموقف ويخرج الكل الى فضاء التراشق والاتهامات وصعوبة التلاقي والتوافق وايجاد الحلول المناسبة، حتى اصبحت العملية وكأنها عناد ومواقف شخصية بين طرف وآخر. كل قضية تستمر من دون حل، التعاطي معها فقط دمدمتها وتركها خاملة اشبه بالبراكين التي من الممكن ان تنفجر في أي لحظة وتقضي على كل شيء، خذوا قضية توزيع حصص الاندية من المداخيل المالية مثالا، الأعضاء يدعون ان الموافقة تمت لتوزيعها بالتساوي، وان (الرابطة) تدعوها فقط لحضور الاجتماعات من دون أن تأخذ آرائهم والسماح لهم بالتصويت، فقط تريد منهم ان يكونوا (بصمنجية)، قبل الذهاب الى منازلهم، اين النظام الذي ينصف الجميع ويطبق على الكل ويقضي على جميع التأويلات؟. نسمع عن العقود ونقرأ التصريحات والوعود، ولكن الوضع مستمر على فوضويته، فلا الاندية استوفت حقوقها، ولا البنية التحتية تمت معالجها، ولا الملاعب المتهالكة تمت صيانتها، ولا المنشآت التي يكسوها الغبار رُممت، ولا المدرجات التي تفتقد لابسط وسائل جذب المشجع اعيد تأسيسها. أما ثاني مشاكل الاندية فهي شح الرعاية، قالوا إن الوسط الرياضي ارضية خصبة للاستثمار، وفجأة تحولت الى بيئة منفرة، (الذي يدخلها مفقود والخارج منها مولود)، لم نقرأ ان رجل اعمال او شركة دخلت الاستثمار في الاندية والاتحادات والمنتخبات خرجت وحمدت الله على تجربتها باستثناء (موبايلي)، الكل يهرب، مجرد ان ينتهي عقده لا يعود مرة اخرى.. لماذا؟.. لأن الاوضاع سيئة، والشفافية غائبة وبالتالي عدم التزام الحقوق والواجبات (مالك وما عليك)، رعاية المنتخب السعودي سمعنا انها وقعت بعشرات الملايين.. اين ذهبت وكيف انتهى العقد وهل استكمل ام تم فك الارتباط قبل نهايته، وهل الشركة استفادت ام خسرت؟.. على طريقة برنامج حروف وألوف مع الزميل محمد الشهري ( الانسحاب طيب) انفض السامر. كيف يحدث هذا في ارضية رياضية يقال انها شفافة وخصبة وغنية من حيث كثرة عشاق الكرة من الشباب، عقود يتم توقيعها فلا تعلم كم حجمها واين تنّفق اذا ما وضعت بالاعتبار الملاعب والمنشآت المتهالكة؟.. نحن لا نتهم ولا نطعن في ذمة أحد، نريد معرفة الارقام، حتى يعرفها المتابع ويخرج في نهاية الأمر بحسابات الربح والخسارة لكل ناد ولكل جهة رياضية. تصوروا (رابطة الاندية) التي ينحصر دورها بالدرجة الأولى في حماية مصالح الاندية وايجاد السبل الكفيلة بتطويرها وعلاج مشاكلها وتنمية مواردها من المال ليس لها نظام، بل اصبحت خصماً لبعض الاندية، على الرغم من اننا نعيش مرحلة يفترض ان تكون متقدمة، بدلا من اتساع الهوة، اضعوا النظام الاساسي وبينوه للجميع، علموهم بما لهم وعليهم، ثم حاسبوهم ان خرجوا عن المسار الصحيح، وردوا لهم اعتبارهم بعد أن هضمتموهم حقوقهم ولم تفوا بها، هناك اندية فقيرة يفترض ان تنهضوا بها بدلا من الغموض والتسويف في حقوقها. في كل جهة من جهات الاتحاد السعودي ورعاية الشباب لا يمكن ان تغبطها على عملها وشفافيتها ووصولها الى مرحلة متقدمة من الاتقان واقناع الشارع الرياضي بسلامة نهجها وقانوينته، باستثناء لجنة الاحتراف التي قدمت لنا عملا خلال فترة قليلة يعد متميزا كسب رضا الجميع عدا هواة الشوشرة الذين اعتادوا على قرارات الاستثناءات، وهذا يجعلنا نتساءل من المستفيد من هذه الفوضى التي لا تتوقف؟! مقال للكاتب فياض الشمري- الرياض