لن تكون مهمة الأهلي (سهلة) يوم الأربعاء المقبل، ولكنها في الوقت نفسه ليست مستحيلة عندما يقابل (اف سي سيول) الكوري الجنوبي في اياب دور الثمانية لدوري ابطال اسيا، فالخصم صعب جدا على ملعبه. وفي المقابل الأهلي ليس فريقا صغيرا وهو قادر على العودة ببطاقة التأهل متى ماشعر اللاعبون انهم يلعبون لفريق كبير، وعرفوا أن الفرق الكبيرة تظهر شخصيتها بالمباريات الصعبة والحاسمة . رغم ان الفريق يلعب خارج ملعبه ولكن يفترض ان الفريق الكوري هو من يخشى الأهلي فهو يعرف تمام المعرفة أن هذا الفريق لعب نهائي دوري أبطال آسيا في البطولة الأخيرة . هذا العامل يفترض ان يعطي لاعبي الأهلي الثقة والاصرار بأن فريقهم يحمل اسما كبيرا بالقارة الآسيوية ولهذا هم بحاجة لفرض شخصيتهم في ملعب المباراة. قد يكون الأهلي جعل ( مباراة الآياب) أكثر صعوبة عليه من خلال تعادله على ارضه وامام جماهيره في (مباراه الذهاب) بهدف لهدف، في مباراة كان هو الأفضل فيها وتحديدا بالشوط الثاني، ولكن لم ينتصر. وفي الوقت نفسه نلتمس العذر للأهلي ولاعبيه لأنها المباراة الأولى الرسمية لهم بالموسم ولمدربهم، وكانت في مسابقة قوية جدا وأمام خصم عنيد وللأسف أن توقيت المباراة لم يخدم الأهلي كثيرا. سافر الفريق إلى كوريا قبل أسبوع من المباراة ،وإن كنت لست من المؤيدين لمثل هذه المعسكرات وأرى أن السفر قبل المباراة بيومين أو ثلاثة أفضل ويحقق نتائج ايجابية والشواهد كثيرة. المعسكرات الطويلة قبل المباريات لم تنجح ابدا، سواء بالمنتخبات او الأندية ولهذا اصبحت هذه المعسكرات شيئا من الماضي لأن ضررها اكثر من نفعها . الفريق الكوري في مباراة الذهاب وصل فجر الاثنين، ولعب امام الأهلي يوم الأربعاء، وقدم مباراة جيدة وحقق من المباراة مايريد ولم يقم بمعسكر طويل بالسعودية. اعتقد ان ثلاثه ايام في كوريا امر مقبول جدا للفريق الأهلاوي، فالمتعارف عليه ان لاعب كرة القدم لدينا يفقد تركيزه عندما يشعر ان المباراة ليست قريبة . مباراة الأهلي الأخيرة بالدوري بملعبه أمام ( العروبة) والتعادل مع الفريق الصاعد لاشك انها اثارت الشكوك والقلق لدى الجمهور الأهلاوي، وخاصة انها جاءت قبل مباراة الفريق الكوري. لا أحد يشك في قدرات مدرب الأهلي البرتغالي ( فيتور بيريرا ) فهو قادم من نادي بورتو البرتغالي وحاصل مع الفريق على لقب بطولة الدوري، وهو بحاجه للوقت لتظهر بصماته على الفريق ولهذا نقول ان الأهلي حتى الآن ليس هو الأهلي، ولكن قد تكون الانطلاقه من كوريا. الموسم الماضي كان يمثل الفريق في الهجوم ( فيكتور سيموس وعماد الحوسني ) وكانا يشكلان قوة ضاربة بالهجوم وبإصابه الأول ورحيل الثاني تأثر الفريق كثيرا والمهاجم الكوري الذي تعاقد معه الفريق باصابته زاد اوجاع الأهلاويين . مع عودة فيكتور يوم الأربعاء امام الفريق الكوري سوف يتغير شكل الهجوم الأهلاوي وبمشاركة ( يونس محمود) بالبطولات المحلية سيصبح الهجوم الاهلاوي مرعبا جدا وفعالا . المشكلة التي يعاني منها الأهلي ليست بالهجوم فقط، ولكن بالدفاع، فالفريق قادر على الفوز على أي فريق متى ماكان خط دفاعه بدون أخطاء بدائية، فإذا استمر اداء هذا الخط سيتعب الاهلي في هذا الموسم كثيرا . مباراة من هذا النوع هي بحاجة للتركيز بشكل كبير والانضباط والقتالية وان تعرف كيف تسجل ولا تقبل هدفا، وان تتكيف مع كل وضع بالمباراة والأهم من مشاركة فيكتور ان يكون دفاع الفريق في افضل حالاته. أخيرا … كل الأمنيات للأهلي بالفوز والعودة بالتأهل .. والحال نفسه للشباب الذي يلعب مباراة أقل صعوبة من الأهلي أمام ( كاشيوا ريسول الياباني )، لأنها بملعبه ومع خصم ليس بمستوى اف سي سيول الكوري. مقال للكاتب سمير هلال – اليوم