مثل بقيت البشر , أحيانا ً تزورني أفكار شيطانية , زيارات ثقلية , ملحة , مقلقة , مربكة , و لكني غالبا ً ما أطردها بالإستغفار , و التعوذ من أبليس , فتذهب بحمد الله بلا أثر , و لكن هذا الصباح كنت أقود سيارتي في طريقي للعمل , و بدون مقدمات , إجتاحتني تخيلات شيطانية , سيطرت على أفكاري مررت أمامي مخيلتي شريطا ً مرعبا ً , توقف بسببه عقلي عن التفكير , و أصبت بالدور و التعرق , و هبوط في الدورة الدموية , مما كان سيتسبب لي بحادث سير لا قدر الله , لولا خلو الطريق من السيارات .. حتى لا تزوركم مثل هذا التخيلات الشيطانية , فلا مانع من سرد الحكاية لكم , حتى على الأقل عندما تزوركم , أو يزوركم ما هو أهون منها , يكون لديكم الإستعداد الذهني , للتعامل معها بحكمة و روية , قبل أن تدخل سيارتكم في عامود إنارة , أو في شاحنة عابرة , فيحدث لكم مكروه .. التخيلات الشيطانية رسمت لي صورة ضدية , لمنتخبنا المشارك في كأس أسيا في الدوحة , صورت رسمت لي منتخبا ً يتولى إدارته النجم فهد الهريفي , و أن هذا المنتخب يخلو من لاعبي الهلال , و أن أحمد عباس و ابراهيم غالب و خالد الزيلعي , يقودون خط الوسط , و أن ريان بلال يشارك النجم القادم للنجومية نايف هزازي , قيادة خط الهجوم , و أن محمد عيد و حسين عبدالغني , في خط الدفاع , و قد تسبب محمد عيد , بأحدى هدفي منتخب سوريا في مرمى الحارس وليد عبدالله , و كما رسمت لي الخيالات الشياطنية , فقد رأيت لاعبي المنتخب يتدربون في ملابس , مموجة بلون أصفر بدلا ً من اللون الكحلي , الذي أصبح بفعل التكريس جزء من ألوان منتخبنا الوطني .. هذه الأشياء المستحيلة قد تحدث , لأن الصورة الضدية لها موجودة بكل تفاصيلها الدقيقة في منتخبنا , الذي خرج خروجا ً منذلا ً من كأس أسيا , و قد تجد الصورة الشيطانية التي صورت لي كل هذا الوساوس الرياضي من يدافعون عنها و هذا حق لهم , فغيرهم ما زال يدافع عن صورة معاكس معاشة على أرض الواقع أهانت كرامتهنا الرياضية , و لكن ما أصابني بالإرتباك و الدوار , هو تخيل موقف الإعلام الهلالي المسيطر على المشهد الرياضي , من هذا المنتخب المُتخيل , حتى لو وصل للمباراة النهائية في كأس أسيا المقامة في الدوحة هذه الأيام .. كم هو مرعب أن تتخيل رد فعل هذا الإعلام , صفحات سوداء , مجللة بالسواد , مانشيتات عدوانية , مقالات معبأة بالبكاء المرير على الوطنية المهانة , تخوين .. تجريم .. سب علني .. مراثي .. بكائيات .. شتائم .. و تجريد من الوطنية بأسم الوطنية .. لقد مارس هذا الإعلام الغير مسئول , الكثير مما سبق , أيام المنتخب الرمزي , و مارس ذات الشيء بحق سيد مهاجمي أسيا , حتى و هو يهدم العروش الأسيوية و يتوج منتخب بلده على عرش القارة , بل إن هناك مجموعة من الصحفيين , تقافزوا في منصة ملعب المباراة , بعد أن طرد جلاد الحراس في مباراة منتخبنا مع المنتخب الأمارتي , بعد أن مثل قلب دفاع منتخب الإمارت مبارك غانم للخلاص من سطوة جوهرة العرب .. قد تزوركم مثل هذه التخيلات الشيطانية , خصوصا ً و أنكم تعيشون حالة إحباط لا مثيل له , إن شعرتم ببواكير زيارتها لأخيلتكم و أنتم تعبرون الطريق في سيارتكم , فيجب عليكم , إيقاف السيارة فورا ً , و النظر للسماء الزرقاء بعيون خائفة من سوء المنقلب , و التعوذ من الشيطان الرجيم , و بعد أن تزول عنكم هذه الأفكار الشيطانية , أوصيكم بعدم التحدث للأخرين بها , فوطنيتكم ثمينة , و لا تستحق من يخدشها أو يشكك بها . فمجرد تخيل منتخب يخلو من لاعبي الهلال , هو الجنون بعينه , أما خلو المنتخب من لاعبي فريق يحتل المركز الثاني , فهي واقعية لا يرفضها إلا النصراوي المتعصب .