الكاتب فتحي بن هادي لم يقاوم الذئب جوعه وهو يرى تلك الصيد الوفير الذي يعود ملكيته لملك الغاب، فأخذ يلتهم فريسة تلو الأخرى، في غفلة من الجميع، وبعد أن فرغ منها لم يجد وسيلة لإخفاء فعلته التي ستودي بحياته، إلا أنه يقوم بوضع عظام ما أكله عند الضبع (جعار)، وبعد أن استيقظ الأسد جائعاً، لم يجد ما يسد به جوعه فمسح بنظره المكان ليرى من هذا الذي تجرأ وسرقه، فإذا بجعار مستغرقاً في النوم وبجانه عظام الصيد كله، فسيطر عليه الغضب ولم يتمالك نفسه وأنقض عليه وافترسه ولم يدرك برائته البتة، تلك قصة مثل شعبي متداول عند العامة يضرب لمن يتخلص من فعلته بخبث ودهاء مورطاً غيره فيها. أصبحت تلك المنهجية سياسة متبعة تلجأ إليها إدارات الأندية السعودية، سيما إدارة النادي الأهلي التي اتخذتها منهاجاً واضحاً لامتصاص غضب تلك الجماهير الغفيرة المحبة العاشقة لناديها، دون أدنى علم منها أن سياسة الاختباء خلف الكواليس قد ولى زمانها فلم نعد في العصر الحجري بعد، مع تطور التقنية ووسائل الاتصال أصبح كل شيء واضحاً للعيان، وما يخفى عليك اليوم ستعلمه لا محالة غداً. لم تكن تلك السياسة متبعة في النادي الاهلي إلا من عهدٍ قريب، فقبل ست سنين لم تكن سياسة جعار موجودة أصلاً، بل كانت الشفافية تطغى على جميع القرارات الإدارية التي تتخذها جميع الإدارات السابقة. لا نريد الخوض في أمور سابقة كالاستغناء عن كماتشو أو غيرها من القرارات التي تجرع النادي مرارتها، ولكنا بصدد الاستغناء عن بعض اللاعبين الذين قد يحتاجهم النادي مستقبلاً أو التوقيع مع البعض الآخر أو غيرها من القرارات الصادرة من الإدارة ولا تستطيع مواجهة الجمهور بها ومن ثم تنسبها إلى بيريرا المسكين الذي لم يبدأ سريان عقده أصلاً وبدئه المهام التدريبية أو إلى غيره من من سبقوا. تعجبني كثيراً إدارتي العالمي ونادي الفتح فمن واقعيتهما تستطيع أن تستشف أن الإدارتين تيقنتا أن الجمهور أوعي من أن يتم التلاعب بأفكاره، وأن الشفافية هي أولوية من أولويات النجاح، ولذا ستنجح هاتان الإدارتان مستقبلاً وسيفشل الباقون، إلا إذا تخلوا عن سياسة جعار. فتحي بن هادي أبوعامرية @Fathi_Hadi [email protected]