تتجه الانظار الاحد الى ملعب “اولدترافورد” حيث يتواجه مانشستر يونايتد مع ضيفه تشلسي بمعنويات مهزوزة، فيما يسعى جاره مانشستر سيتي الى انقاذ موسمه المخيب من بوابة بارنسلي من الدرجة الاولى، وذلك في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس انكلترا لكرة القدم. في المباراة الاولى، يدخل مانشستر يونايتد الى موقعته النارية مع ضيفه تشلسي حامل اللقب وهو يبحث عن تناسي الخيبة التي مني بها الثلاثاء الماضي في مسابقة دوري ابطال اوروبا بعد ان خرج من الدور الثاني على يد ريال مدريد الاسباني بالخسارة امامه على ارضه 1-2 في الاياب بعد ان عاد بتعادل ثمين من “سانتياغو برنابيو” 1-1 في لقاء الذهاب. وشكل الخروج من المسابقة الاوروبية الام ضربة قاسية لرجال المدرب الاسكتلندي اليكس فيرغوسون خصوصا انهم تقدموا على ضيفهم الاسباني وكانوا الطرف الافضل قبل ان يرفع الحكم بطاقة حمراء بوجه البرتغالي لويس ناني، ما رجح كفة الضيوف ومكنهم من تحول تخلفهم الى فوز بقدمي لاعب توتنهام السابق الكرواتي لوكا مودريتش ولاعب “الشياطين الحمر” السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو. ولم يكن فيرغوسون راضيا على الاطلاق عن قرار الحكم التركي جنيات شاكير وبدا الغضب عليه لدرجة انه لم يجر المؤتمر الصحافي التقليدي بعد المباراة وناب عنه مساعده مايك فيلان الذي قال: “لا اعتقد بان المدرب في حالة تسمح له بالتحدث الى الصحافيين بعد ما حدث خلال المباراة. اعتقد بان ما شاهدناه كان قرارا قاسيا ولا يصدق في تلك الفترة من المباراة”. وتابع “كنا نسيطر على مجريات اللعب تماما لكن طرد ناني كان نقطة التحول في المباراة. كان القرار مجنونا وافسد العرض الرائع لامسية اوروبية ممتازة”. وكشف “المدرب غاضب جدا، لقد طلب مني الانابة عنه لانني اكثر دبلوماسية منه ربما”. وختم “ما حصل لا علاقة له باللاعبين الذين قدموا اداء رفيع المستوى، وبالتالي فان ما حصل لن يؤثر على ما يمكن ان نحققه هذا الموسم. نحن نتقدم بفارق مريح في الدوري المحلي وتنتظرنا مباراة صعبة في الكأس ضد تشلسي وانا واثق من اننا سنتخطى خيبة الامل هذه”. ومما لا شك فيه ان فيرغوسون سيسعى جاهدا للتعويض على حساب تشلسي في مواجهة تعيد الى الاذهان نهائي 2007 حين خرج النادي اللندني فائزا بعد التمديد بهدف لمهاجمه العاجي ديدييه دروغبا. “شعرت باننا لم نكن محظوظين عندما خسرنا نهائي 2007،” هذا ما قاله فيرغوسون لمجلة “اينسايد يونايتد، مضيفا “سجل ديدييه دروغبا في الدقيقة الاخيرة (116) من الوقت الاضافي بعد ان حرمنا من ركلة جزاء. اعتقد ان كرة راين غيغز تجاوزت خط المرمى ايضا ولم يحتسب الهدف. كان ذلك صعبا علينا ولكن هذه هي كرة القدم، احيانا تفوز واحيانا تخسر”. وتحدث فيرغوسون عن ان غالبية اللاعبين الموجودين في التشكيلة الحالية لم تفز بالكأس لان اللقب الاخير ليونايتد في المسابقة يعود الى عام 2004 حين فاز على ميلوول 3-صفر في المباراة النهائية. ولم يفز باللقب مع يونايتد سوى ثلاثة لاعبين حاليين هم الويلزي راين غيغز وبول سكولز والاسكتلندي دارين فليتشر، وهناك لاعب اخر في الفريق توج باللقب سابقا وهو المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي الذي احرزه مع ارسنال عام 2005 على حساب “الشياطين الحمر” بالذات (بركلات الترجيح بعد التعادل صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي). وسيكون الترقب سيد الموقف لمعرفة اذا كانت تشكيلة فيرغوسون لمباراة الاحد ستضم المهاجم واين روني الذي بدأ مباراة الثلاثاء امام ريال مدريد على مقاعد الاحتياط، ما عزز الشائعات حول احتمال رحيله عن “اولد ترافورد” في نهاية الموسم بسبب علاقته المتوترة بمدربه لان الاخير غير راض عن الوضع البدني للاعبه الذي نشرته له بعض الصور في الصحف المحلية تظهره وهو يدخن. وبغض النظر عن مشاركة روني من عدمها، ستكون المواجهة مع تشلسي نارية بكل ما للكلمة من معنى لان الفريق اللندني يسعى بدوره الى تعويض تنازله عن لقبه بطلا لدوري ابطال اوروبا وفقدانه الامل بمنافسة يونايتد على لقب الدوري المحلي كونه يتخلف بفارق 19 نقطة عن “الشياطين الحمر”. وتوعد مدافع فريق المدرب الاسباني رافايل بينيتيز البرازيلي دافيد لويز بتعميق جراح يونايتد واخراجه من مسابقة ثانية في غضون ستة ايام، قائلا: “مباراة الاحد ستكون كبيرة. كل العالم يريد مشاهدة هذه المباراة وتشلسي ذاهب الى مانشستر للفوز”. وشدد لويز الذي عاد وفريقه امس الخميس من ملعب ستيوا بوخارست الروماني بالخسارة صفر-1 في ذهاب الدور الثاني من مسابقة الدوري الاوروبي “يوروبا ليغ”، ان ال”بلوز” سيعمل جاهدا من اجل انقاذ موسمه والرد على التقارير التي تتحدث عن توتر في غرف الملابس بين اللاعبين ومدربهم الاسباني. وتعتبر مسابقة الكأس من اختصاص تشلسي في العقد الاخير من الزمن اذ توج بها 5 مرات منذ عام 2000 كما وصل الى النهائي عام 2002 حين خسر امام جاره ارسنال، وهو يسعى الى تكرار سيناريو كأس رابطة الاندية المحترفة حين اطاح بيونايتد من الدور ثمن النهائي بالفوز عليه 5-4 بعد التمديد (3-3 في الوقت الاصلي) في 31 تشرين الاول/اكتوبر الماضي لكن على ملعبه “ستامفورد بريدج”، في حين يعود انتصاره الاخير في معقل “الشياطين الحمر” الى الثالث من نيسان/ابريل 2010 في الدوري المحلي (2-1). وفي المباراة الثانية على “استاد الاتحاد”، تبدو الفرصة سانحة امام مانشستر سيتي لمواصلة مشواره في المسابقة ومحاولة انقاذ موسمه المخيب، وذلك لانه يستضيف غدا السبت منافسا من الدرجة الاولى هو بارنسلي في اول لقاء بين الطرفين منذ الدور الثاني لمسابقة كأس رابطة الاندية عام 2002 حين خرج ال”سيتيزينس” فائزين بنتيجة كاسحة 7-1. وستكون مسابقة الكأس الفرصة الاخيرة لسيتي من اجل انقاذ موسمه، وذلك بعد ان اصبح من الصعب جدا عليه الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي كونه يتخلف بفارق 12 نقطة عن جاره يونايتد، وبعد ان ودع دوري ابطال اوروبا من الدور الاول وكأس رابطة الاندية من الدور الثالث. ويفتتح الدور ربع النهائي بلقاء ايفرتون، الساعي بقيادة مدربه الاسكتلندي ديفيد مويز الى لقبه الاول منذ 1995، وضيفه ويغان اثلتيك الذي يعاني كثيرا في الدوري المحلي. وحذر ليون اوزمان رفاقه في القطب الازرق لمدينة ليفربول من عدم الاستهتار بويغان الذي يتخلف عن “توفيز” بفارق 21 نقطة في الدوري، خصوصا ان فريقه عانى امام منافسه في المباراتين اللتين جمعتهما في الدوري هذا الموسم (2-2 و2-1). وسيكون هناك ممثل للدرجة الاولى في الدور نصف النهائي على اقل تقدير، وذلك بعدما اوقعت القرعة بلاكبيرن روفرز في مواجهة مضيفه ميلوول.