يبحث سوانسي سيتي الويلزي وبرادفورد من الدرجة الرابعة عن دخول التاريخ، عندما يتواجهان في نهائي مسابقة كأس رابطة الاندية الانجليزية المحترفة غدا الاحد على ملعب ويمبلي في لندن. اي مواجهة بين الفريقين المغمورين على الساحة الانجليزية كانت ستثير اهتمام ابناء المنطقتين فقط، بيد ان لقاء الاحد على ملعب ويمبلي المهيب سيمنح اللقب الاول في تاريخ الفريق الفائز الذي سيخطف ايضا بطاقة التأهل الى مسابقة الدوري الاوروبي “يوروبا ليج” التي سيمثل فيها سوانسي انجلترا بحال تتويجه. برادفورد سيتي بلغ النهائي للمرة الاولى في تاريخه المتواضع على حساب استون فيلا في نصف النهائي، فيما قاد المدرب الدنماركي مايكل لاودروب فريقه سوانسي، الباحث عن العودة الى الساحة الاوروبية لاول مرة منذ 1991 اثر فوزه بكأس ويلز التي لم يعد يشارك فيها،الى تخطي تشلسي وقبله ليفربول وميدلزبره ليبلغ النهائي للمرة الاولى ايضا منذ اكثر من 100 سنة على تأسيسه. وهذه افضل نتيجة على الاطلاق لسوانسي الذي اصبح هذا الموسم اول فريق ويلزي يشارك في الدوري الانجليزي الممتاز، في جميع مشاركاته السابقة في كافة المسابقات لان مشواره انتهى مرتين سابقا عند الدور نصف النهائي وكان ذلك في مسابقة الكأس الانجليزية عامي 1926 و1964. اما برادفورد فسيخوض النهائي الاول له منذ 1911 حين توج بلقبه الاول والاخير بفوزه على نيوكاسل 1-0 في نهائي مسابقة الكأس بعد مباراة معادة اقيمت على ملعب “اولدترافورد” وذلك لانتهاء المباراة الاولى بالتعادل 0-0 على ملعب “كريستال بالاس”. واصبح برادفورد اول فريق من الدرجة الرابعة يبلغ نهائي مسابقة كبرى، منذ خسارة روتشدايل امام نوريتش سيتي بمباراتين في نهائي كأس الرابطة 1962. في البلاد العاشقة للمراهنات، دخل برادفورد المسابقة التي انطلقت عام 1961، مرشحا بنسبة واحد على عشرة الاف لاحراز اللقب، قبل ان يتخطى ويغان وارسنال واستون فيلا. وكان النادي على شفير الاختفاء من عالم الرياضة اثر مشكلاته المالية بعد هبوطه من الدوري الممتاز عام 2001. كذلك، كان سوانسي الذي يقدم اداء راقيا في البرميير ليج هذا الموسم، قريبا من مغادرة اللعبة نهائيا قبل 10 سنوات، عندما تفادى في موسم 2002-2003 الهبوط في عمق الكرة الانجليزية بفوزه على هال سيتي 4-2 في اليوم الاخير من الموسم. لاعب الوسط ليون بريتون احد ثلاثة ناجين من تلك المباراة الى جانب الن تايت والقائد جاري مونك، يقر انه لا يصدق حتى الان ما حصل: “لو قال لي احدهم اننا سنصل الى البرميير ليج والى نهائي مسابقة كبرى، لاعتقدت انه قد هبط للتو من القمر. حتى قبل 6 سنوات، كان بلوغ نهائي كأس الدوري امام كارلايل انجازا كبيرا لنا. اكثر مشجعي سوانسي تفاؤلا لم يتصوروا وصولنا الى هنا”. خلال عقد من الزمن، تولى الاسباني روبرتو مارتينيز والبرتغالي باولو سوسا تدريب الفريق الذي طبق لعبا سلسا، قبل وصول الايرلندي الشمالي براندن رودجرز، مدرب ليفربول الحالي، وقيادة الفريق الى الدوري الممتاز عام 2011. ضاهت احصاءات لاعبي سوانسي في التمرير ارقام برشلونة الاسباني، وتعززت اماكاناته مع لاودروب الذين كان من صفوة اللاعبين في القارة العجوز. يقول الدنماركي بطل اوروبا مع برشلونة عام 1992: “خضت الكثير من المباريات النهائية في مسيرتي. تعتاد اللعب على ارضك وخارج ملعبك، لكن الفرص متساوية في النهائي، وانا سعيد للفرصة الفريدة التي ستسنح للاعبي فريقي”. اما جيري طومسون لاعب وسط برادفورد فاعتبر ان “سوانسي ممتاز في التمرير، لكن المباراة ستجمع 11 لاعبا ضد 11 من الفريق المنافس وهكذا ننظر اليها. لن نخاف مما يقومون به، لان المهم هو ما سنقوم به نحن”. امكانات الفريقين مختلفة، فمهاجم برادفورد جايمس هانسون لم يكن محترفا قبل 3 سنوات خلال عمله في سوبرماركت، فيما زامل جناح سوانسي بابلو هرنانديز، القادم في اب/اغسطس 2012 مقابل 5.5 ملايين جنيه من فالنسيا، لاعبين من طراز تشافي واندريس اينيستا وايكر كاسياس مع منتخب اسبانيا. ويتوقع ان ينتقل 33 الف مشجع لبرادفورد الى لندن، وحذر مدربه فيل باركنسون لاعبيه من تضييع الفرصة: “هذه فرصة فريدة لفريق دوري القاع ان يصل الى نهائي مسابقة كبرى، لذا علينا الاستمتاع بذلك وسيحصل لك فقط اذا لعبنا جيدا”. يذكر ان مدينة برادفورد الواقعة شمال البلاد على بعد 280 كلم من العاصمة لندن، كانت القلب النابض لصناعة النسيج في بريطانيا، واكبر صانعي الصوف في العالم مطلع القرن التاسع عشر، اذ كانت تنتج ثلثي مجموع الصوف في البلاد، بيد ان الصناعة تدهورت في القرن العشرين ودفعت المدينة الثمن. وعاشت المدينة صعوبات اقتصادية وتوترات عرقية عام 2001، كما دفع نادي كرة القدم الثمن مع اندلاع حريق في ملعبه “فالي بارايد” عام 1985 راح ضحيته 56 مشجعا. وسيرتدي لاعبو الفريق سترات عليها الرقم 56 مع عبارة “دائما معنا” تكريما للضحايا. واضاف باركنسون: “مع تراجع الفريق في درجات الدوري، تعزز شعور ان الضحايا اصبحوا منسيين، لذا نريد القيام بكل شيء للتأكد من تكريمهم في هذا اليوم”. على الصعيد الرياضي، عانى الفريق لمنافسة فريق الرجبي في المدينة برادفورد بولز الفائز بالدوري السوبر اربع مرات في اخر 15 سنة، وبقي في ظل ليدز يونايتد غريمه في يوركشير والذي يبعد ملعبه “ايلاند رود” 10 اميال فقط عن ملعب “فالي بارايد”.