لكي تدرك حجم الكارثة و الواقع المرير الذي تعيشه رياضتنا السعودية لك أن تعلم عزيزي القارئ بأن منتخبنا الوطني لكرة القدم في مهمة وطنيه هذه الأيام و هناك من يعتلي المنابر الإعلامية الرياضية ليقذف هذا و يشتم ذاك. و لك أن تشاهد أحد البرامج الرياضية الحوارية السعودية لتكتشف المستوى المتدني الذي انحدر إليه إعلامنا الرياضي المرئي. ما يحدث في البرامج الرياضية – و نستثني القليل منها- محزن و محبط للغاية. فباسم الإثارة تدنى الذوق العام و توارى النقد البناء و لأجل الإثارة لم يعد للعقلاء الأحرار أصحاب الآراء الثرية أي مكان أو مكانه و لأجل الإثارة هناك من يهدم و هناك من يدعم ليستمر الهدم و على رياضتنا السلام. برامج حوارية صبغتها سعودية و كادرها سعودي ساهمت و لازالت تساهم بإصرار في تراجع رياضتنا السعودية. هذه البرامج ديدنها – بقصد أو بدون قصد- تهييج الرأي العام لكسب أكبر عدد من المشاهدين ومحتواها قضايا سخيفة تولى مهمة التحضير لها و التنظير فيها أناس سيتبرأ الإعلام الرياضي منهم يوماً ما عندما يسود المنطق و تنطق المبادئ و تستقيم القيم و يقول العدل كلمته أين العدل يا ساده يا كرام في استضافة و توظيف من يملئون الدنيا ضجيجاً في الوقت الذي يُقصى من تهمه مصلحة الوطن و رياضته. أين العدل في منح كل من هب و دب لقب (إعلامي) لكي يتباهى و يتبجح به بينما أعلام الإعلام يتم تغيبهم و إبعادهم تماما عن المشهد الرياضي. هناك قامات رياضيه إعلاميه -لا مجال لذكرهم هنا – نتذكرهم و لكننا لم نعد نراهم فيما المجال مفتوح على مصراعيه للمتردية و النطيحة. أين العدل يا ساده؟ هذه الأيام ..بدلاً من الاستمتاع بمشاهدة معترك بطولي خليجي هدفه لقاء الأحبة و الأخوان في مملكة البحرين أصبحنا نشاهد عراك فضائي يومي و تبادل للشتائم و الاتهامات مع سيل وافر من ألفاظ التعصب المقيتة و الإسقاطات التي لا تمت لكرة القدم بأي صله. يحدث هذا بعدما قامت بعض القنوات الفضائية الحكومية و الغير حكوميه بفتح أذرعها لاستقبال إعلاميي الصوت العالي و الآراء المتشنجة. مع هؤلاء أصبحنا على موعد يومي مع برامج حواريه أشبه بجلسات (الحواري) فيها الضيوف يتنقلون من برنامج لآخر لإثارة المشاكل و تغذية الوسط الرياضي بآراء أقل ما يمكن وصفها بأنها (خرقاء) بل و متطرفة. جميع هذه البرامج مستنسخه و مجدوله في أوقات متتالية حتى إن المشاهد الذي يفوته برنامج ما على قناة ما بإمكانه مشاهدة نفس (الهبل) و نفس (الهزل) على قناة أخرى و برنامج آخر. نتساءل هنا..ما الذي يحدث لإعلامنا و رياضتنا؟ إلى أين تتجه الرياضة السعودية و لماذا القائمين عليها حتى الآن يقفون موقف المتفرج أمام هذا العبث الإعلامي المتنامي؟ من يملك الحقيقة ليجيبنا ما الذي يحدث؟ ثم ما هذا (الصياح) و هذا (التهريج) الذي استحدثه إعلامنا فضاء كل مساء؟ نريد إجابة شافية عن هذا التخبط و من هو المسئول لكي يحاسب؟ أليس للإعلام وزير؟ أليس للرياضة أمير؟ إذا كانت الإجابتين بنعم و هما كذلك إذاً أين القرارات التي تسن القوانين و تضع القواعد و الأسس و الخطوط العريضة لإعلام إيجابي أكثر نزاهة؟ من يعيد لإعلامنا المرئي رسالته السامية و أهدافه النبيلة؟ نتساءل بكل ألم ..من ينهي هذه الفوضى و من يحفظ لرياضتنا السعودية ما بقي لها من هيبة؟ مبادرة سبورت..لجنة إعلامية رياضية مشتركة الإعلام الرياضي شريك أساسي في نجاح أي منظومة رياضيه و عندما يصاب هذا الشريك بالخلل أو عندما لا يؤدي بدوره بالشكل المطلوب تتأثر المنظومة سلباً لذلك يجب تقويم هذا الخلل و إصلاحه حتى و إن كان هذا التأثير السلبي غير مباشر. نقول هذا و نحن ندرك بأن إعلامنا الرياضي بمخرجاته الحالية ينخر في جسد الرياضة السعودية و يمزق الكيان الواحد إلى أشلاء و كيانات متعصبة و متشنجة. و حتى يحين الوقت الذي يُصلح فيه الخلل سيبقى الوضع على ما هو عليه إن لم يزداد سوءاً. لذلك نحن في سبورت السعودية و أمام هذا الوضع الخطير و الانحراف الإعلامي الذي يتزايد يوماً بعد يوم نطالب بتأسيس لجنه إعلاميه رياضيه مشتركه تضم كوادر و كفاءات مختارة بعناية من قبل القائمين على وزارة الإعلام من جهة و الرئاسة العامة لرعاية الشباب من جهة أخرى. هدف هذه اللجنة الأول و الأخير إيقاف التمادي الإعلامي الفضائي الفوضوي عن طريق إنشاء نظام رقابي على البرامج الرياضية لا تتعارض مبادئه مع حرية الرأي و لكنها بالتأكيد تمنع التجاوزات و تقضي على التطرف. هذه اللجنة يجب أن تضم كفاءات إعلاميه و رياضيه مشهود لها بالاتزان و معروف عنها الحياد. و للتوضيح دور هذه اللجنة يجب أن يكون رقابي فقط أي ليس لها الحق بإصدار العقوبات بل هي جهة تقوم برفع التوصيات لمقام وزارة الإعلام أو مقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب لاتخاذ ما يلزم. نشدد بأن الرياضة السعودية و تطورها على المحك و نتمنى أن ترى هذه المبادرة النور و أن تجد لها الصدى و التفاعل المناسبين حتى يسود المنطق و تنطق المبادئ و تستقيم القيم و يقول العدل كلمته.