نقلت صحيفة سبورت خبرًا احترافيًا يدل على دقة متابعتها للأحداث والأخبار الرياضية في جميع وسائل الإعلام و خاصةً المقروءة منها, و كان هذا الخبر يختص بما تناولته صحيفة الجزيرة السعودية عن حادثة المراهق الذي دخل أرضية الملعب أثناء المباراة التجريبية بين المنتخبين السعودي و العراقي في الدمام في منتصف الأسبوع الماضي . و لم تكتفي صحيفة سبورت الإلكترونيه بنقل الخبر إنما تناولته بشفافية تامة و بأسلوب إعلامي احترافي متزن و منطقي . و بعد متابعتي لهذه الحادثة و متابعتي لخبر صحيفة الجزيرة, فقد رأيت بما يراه العاقل أن صحيفة الجزيرة أخطأت مرتين و ليس مرّة . و قبل تناول خطأي صحيفة الجزيرة , أود التطرق إلى الحادثه بعين المتبصّر, فالمراهق جال و صال في الملعب و كانت اتجاهاته عشوائية ليست موجهة لأي لاعب في الأصل بل كان يصول و يجول و عيونه إلى ناحية الجماهير في الدرجه الثانية , و عندما اتجه إلى منتصف الملعب كان أول لاعب يقابله هو اللاعب الخلوق أسامه هوساوي , فاتجه ناحيته و خلع غطاء رأسه و تمتم بكلمات لم يسمعها أحد سوى أسامه هوساوي . مما حدى بهوساوي أن يتجنب الاحتكاك مع المراهق. و الآن نعود إلى خطأي صحيفة الجزيرة . الخطأ الأول: أنها اتهمت زوراً و بهتاناً اللاعب الخلوق أسامه المولد, فغيرت إسم اللاعب ثم اتهمته بتهمه هي في أصلها غير صحيحة حتى و إن كان اللاعب فعلاً أسامه المولّد . و بدأت تختلق المساوئ في حق المولد ظلماً و عدوانا ً. الخطأ الثاني: أنها أضاعت على أسامه هوساوي موقفاً كبيراً عمله هوساوي بتجنبه الاحتكاك مع المراهق في لحظة كان المراهق خلالها يصول و يجول بلا هدف , و هذا المراهق لم يكن في شارع عام أو في سوق حتى يأتي متعمداً إلى هوساوي, و لم يبتعد عنه هوساوي كبرياءً أو عدم احترامٍ لأحد الجماهير. إن العمل الذي قام به هوساوي هو قمة الاحترافية , فالمراهق يُطارد من قِبَل رجال الأمن و هذه مسئوليتهم و ليست مسؤولية هوساوي, بالإضافه إلى أن المراهق كان يتمتم بكلمات ربما استشف منها هوساوي أنه يجب عليه أن يتحاشى هذا المراهق . و بهذا تكون الجزيرة قد أخطأت في حق أسامة و فوتت عليه تمجيداً كان يستحقه . لكنه العمى الرياضي و التعصب الرياضي الأحمق الذي تقوم به و تقوم عليه صحيفة الجزيرة, ففي هذه المرة فضحها الله على رؤوس الأشهاد . و بان مدى الحقد الذي تحمله هذه الصحيفة ضد من كان غير هلالياً. صحيفة الجزيرة يجب عليها أن تقدم اعتذاراً ثنائيًا , أحدهما لأسامه المولد لاتهامه ظلماً و عدواناً , والاعتذار الآخر لأسامة هوساوي لأنها لم تعطه حقه من الاحتفاء والتقدير لما قام به من عمل إيجابي و احترافي ضد مراهق نزل إلى أرضية الملعب بكل تهور و استهتار, و من محاسن الصدف أن اللقطة كانت تلفزيونية و لم تكن صورة ثابتة حتى لا يكون للجزيرة عذراً في قبح عملها و نواياها المريضة . حيث أثبتت هذه الصورة و أثبت خبر الجزيرة أن ما كان يشتكي منه العالمي وغيره من أندية الوطن كان صحيحاً وأن الهجمات الشرسة التي تقوم بها الصحف الزرقاء كانت حقيقيةً لا وهم..