ما أقبح أن ترى شخصاً يبصق في وجهك, أياً كان هذا الشخص و أياً كانت ظروفه.. فهذه العادة القبيحة التي أنفها الإسلام و جعلها من التصرفات الإنسانية القبيحة أصبحت الآن من الأمور المعتادة و المؤلمة.. و الأكثر ألماً أنها تأتي من شخص رياضي. في الثلاث سنوات الأخيرة بدأت قضية التقاط كاميرات الملاعب في اقتناص لقطات للاعبين و هم يبصقون على أرضية الملعب بعد جهد كبير عملوه او بعد إضاعتهم لفرص أمام المرمى, و هذه الأخيرة هي الأكثر في عمليات البصق للاعبين.. المشاهد و هو يشاهد و يتابع من منزله لمباراةٍ ما يستقبل العديد من البصقات في منزله و أمام أطفاله و عائلته.. فغالبية اللاعبين ان لم يكن جميعهم يقومون بالبصق المتواصل في أرضية الملعب.. فمن هو المتسبب في البصق على المشاهدين؟؟ الحقيقة أن المسئولية تقع على عاتق جهتين اثنتين.. الجهة الأولى هو مخرج المباراة بدرجه كبيره, و لأن غالبية المخرجين لا يملكون إحساس المشهد و ما سيقوم به اللاعب من ردة فعل متمثله في البصق فإنهم يظهرون أي لقطه دون النظر إلى ما ستحدثه هذه اللقطة في نفوس المتابعين.. و كان من الأجدر بالمخرجين و قبلهم المصورين ان يكون لديهم الإحساس و التكهن بردة فعل اللاعب و خاصةً في عملية البصق.. فيحاولون عدم تسليط الكاميرا على اللاعب في اللحظات التي يتوقع من اللاعب أن يقوم بالبصق.. و هذه قلة خبره لدى المخرجين و المصورين, و عدم وجود احترافية في قراءة الحدث و قراءة أللحظه و الحالة لدى اللاعب.. و المفترض من المخرج او المصور ان يتأنى و يتأخر في نقل حالة اللاعب لثانيتين او ثلاث ثواني على أقل تقدير الى ما بعد البصق ثم ينقل مشهد اللاعب بعد ذلك.. الجهة الثانية التي تقع عليها المسئولية هم اللاعبين أنفسهم.. فاللاعب عندما يفشل في تسجيل هدف او يفشل في استخلاص كره او منع هدف فإنه من المفترض ان يكون لديه الإحساس المهني و الفني بأن الكاميرا سوف تكون مسلّطه عليه, و من ثم يحاول أن لا يخرج في اللقطة بشكل مقزز او بشكل غير حضاري.. و هذا يعود الى نقص الإحترافيه الفنية لدى اللاعب.. كنا في عصر الثمانينيات و التسعينيات لا نرى هذه المناظر في النقل المباشر على الإطلاق , و كان مخرجي المباريات في تلك الحقبه يراعون المشاهدين و يعرفون ماذا ينقلون و ما لا ينقلون.. كانوا يدركون ان النقل خاص بلعب كره فقط و كان جهدهم كله منصب على الكره و زواياها و اتجاهاتها مع الدقة في التقاط المخالفات بشكل فني كبير و خاصه تلك التي تكون بعيده عن أعين الكره.. اما الآن فإن المخرج يحرص كثيراً على نقل البصق من أرضية الملعب الى وجه المشااهد و بشكل كبير, فمن الملاحظ ان ما يقارب 10% من اللقطات تكون من حظ البصق.. أتمنى ان يرتقي اللاعب و يرتقي المخرج و كذلك المصوّر بأسلوبهم و أن يتفهموا فكرة النقل و الإحتراف الفضائي.. و كذلك اتمنى من هيئة دوري المحترفين ان تنبه اللاعبين و المخرجين و المصورين الى هذه النقطه احتراماً للذوق العام و احتراماً للبيوت و لوجيه المشاهدين و نفسياتهم, فهذه المباراه يشاهدها الكبير و الصغير و الأمير و الوزير و الشيخ و المراهق و المللك و السفير.. و هذه الوجوه بكل ألوانها و مكانتها يجب ان يكون لها احترام.. عوضاً عن احترام البيوت ذاتها.. شفق السريّع كاتب رياضي/ صحيفة سبورت الرياضية [email protected]