شكلت السياحة الشتوية في لبنان رافدا من روافد السياحة في هذا البلاد الذي يملك مقومات سياحية متعددة على مستوى البلدان العربية . وتميزت السياحة الشتوية تحديدا بفضل نوعية الثلج وطبيعة المنحدرات الواسعة والمتدرّجة والبنى التحتية المجهزة التي تلبي حاجة المتزلّجين بشكل مخصوص . وقد بشر تساقط كميات كبيرة من الثلوج في وقت مبكر من هذا العام بانطلاق موسم سياحي شتوي نشط استطاع جذب أعداد كبيرة من السيّاح العرب والأجانب لممارسة رياضة التزلج . وتميزت لبنان اليوم بستة مواقع لممارسة أنواع مختلفة من الرياضات على الثلوج موزعة في كل من منطقة الأرز التي تعتبر أعلى نقطة تزلج في لبنان ومنطقة فاريا وعيون السيمان واللقلوق وقناة باكيش والزعرور حيث تتيح مراكز التزلج التي تحتضنها هذه المناطق ممارسة التزلج على امتداد موسم يمتد لمدة خمسة أشهر بدأ في شهر ديسمبر وينتهي في أبريل. وتشكل منطقة " الأرز " أحد أبرز مراكز التزلج لما تتمتع به منحدراته من مواصفات عالمية لممارسة رياضة التزلج لناحية التدرج في الارتفاع ( من 2066 متراً وصولاً إلى 3000 متر ) بالإضافة إلى مساحته الواسعة ونوعية ثلجه وكثافة وروعة مشاهده الطبيعية. هذه الرياضة الشتوية تجمع المتمرسين الذين يلعبون على حادقات متخصصات في مكان ممارسة رياضة التزحلق عبر العديد من وسائل الترفيه المتعددة مثل "سكيدو " أي ركوب عربات خاصة للتنقل على الثلج لمسافات طويلة و"سنوموبيل" وهي عبارة عن عربات للانتقال السريع عبر الجليد و " التلفريك "الذي يقل الأشخاص إلى القمم. ويرجع تاريخ رياضة التزلج في لبنان إلى عام 1913 حين عاد المغترب اللبناني رامز غزاوي الذي يدرس الهندسة في سويسرا إلى بلاده محترفاً هذه الهواية فعمل على نشرها ثم عمد الفرنسيون خلال فترة الانتداب إلى الاستفادة من منحدرات لبنان للممارسة التزلج في تلك الأماكن المشهورة التي تتساقط الثلوج عليها خلال موسم الشتاء وفي عام 1934 تأسس أول ناد لبناني للتزلج وبعد عام أنشئت أول مدرسة للتزلج في منطقة الأرز بمبادرة فرنسية . // انتهى //