بدأت المشادة المتصاعدة بين فرنسا وبريطانيا بشأن إدارة أزمة اليورو تلقي بظلالها على مجمل مؤسسات الإتحاد الأوروبي في وقت تواجه فيه الدوائر الأوروبية صعوبات كبيرة لاحتواء ضغوط الأسواق المالية وتهديدات وكالات التصنيف العالمية. وقال دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن عدة دول باتت تخشى من عواقب المواجهة الحالية بين لندن وباريس على مستقبل خطة الإصلاح المالية الشاملة التي يخطط الإتحاد الأوروبي إلى تمريرها. ونشر الإتحاد للمرة الأولى مسودة لتعديل اتفاقية الوحدة الأوروبية لتمكينها ما يعرف بالقاعدة الذهبية التي تحرم على الدول الأوروبية أي إخلال في مجال العجز العام مستقبلاً ولكن الخلاف الفرنسي البريطاني قد يحبط هذا التوجه. وأعلنت بريطانيا رسميا في التاسع من الشهر الجاري خلال قمة رؤساء دول وحكومات الإتحاد الأوروبي عدم موافقته على هذا التوجه إلا أن الرئيس الأوروبي هرمان فان رومباي وافق على دعوة بريطانيا لحضور قمة جديدة بداية شهر فبراير المقبل وبصفة مراقب وستكون مكرسة لتعديل اتفاقية الوحدة الأوروبية وتضمينها الضوابط المالية الصارمة الجديدة. ويقول الدبلوماسيون إن بريطانيا التي تتعرض لانتقادات حادة من قبل فرنسا قد تنسف المشروع الأوروبي الجديد إذا ما تمكنت من جرِ دولة أو عدة دول إلى موقفها وتحديداً المجر وجمهورية التشيك وربما السويد. ويعقد وزراء الخزانة والمال الأوروبيون اجتماعا عبر الدائرة المغلقة بداية الأسبوع المقبل للإعداد للقمة الأوروبية والاتفاق على الصيغة النهائية لتعديل اتفاقية الوحدة الأوروبية. وتعكس الصحف الأوروبية بشكل يومي أبعاد وخطورة المواجهة الفرنسية البريطانية. وقال دبلوماسي أوروبي في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي يأسف لهذا المنحى الذي تتجه إليه العلاقات الفرنسية البريطانية وهذا التصرف غير المجدي من الطرفين. // يتبع //