أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد الفالح أن الصناعة البترولية الآن مهيأة للدخول في عصر ذهبي جديد. وقال في كلمة خلال مؤتمر البترول العالمي في دورته العشرين المنعقد حالياً في العاصمة القطرية الدوحة :" إنه في ضوء التغيّر الشامل الذي طرأ على الحوار العالمي في مجال الطاقة مع انحسار مخاوف نفاد النفط وتعثر خطوات مصادر الطاقة المتجددة وبدائل الطاقة إلى جانب الغموض الذي يكتنف الأوضاع الاقتصادية والتحول في السياسة البيئية فإن الصناعة النفطية قادرة على تحقيق الرفاهية لبلايين البشر حول العالم ممن يسعون لتحقيق مستويات معيشية أفضل ". وأضاف إنه عندما نتحدث عن "عصر نهضة" لصناعتنا، لا أقصد فترة طفرة وازدهار أخرى تمتد لنحو عشر سنوات ويزيد خلالها ما ننفقه وما نحققه، وإنما أقصد عصراً نلبي فيه التزاماتنا نحو البشرية وفي الوقت ذاته نحو البيئة الطبيعية، وبالنسبة لي فهذه هي الغاية الأسمى التي نعمل لتحقيقها من خلال ما نوفره من طاقة." وأوضح أنه يوجد 4 أركان أساسية لهذه النهضة وهي الجَلَد، والتقنية، والبشر، والمسؤولية التي يمكن أن تخدم كمبادئ توجيهية تسترشد بها الصناعة النفطية في إيجاد حلول تتسم ببعد المدى والقدرة على الاستمرار. وحث رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين في كلمته المجتمع النفطي العالمي على تطوير حلول تساعد سكان العالم وذلك على اعتبار أن المسؤولية الخاصة بالصناعة النفطية تشمل كذلك تهيئة جيل جديد من الكفاءات الشابة واستحداث تقنيات تهدف إلى تطوير منتجات جديدة في إطار التحسين البيئي لإمدادات الطاقة ورفع كفاءتها. و بين أن هذه الأركان الأساسية هي القدرة على المحافظة على القوة عن طريق تبني نهج بعيد المدى في الأعمال يرتكز على الواقعية والمرونة والقدرة على التحمل ،مدللاً على ذلك بخبرات أرامكو ونجاحها بفضل تحلي خططها وممارساتها بالجلد والثبات والمحافظة على قوتها واستراتيجيتها. وأفاد أن مشروع منيفة الذي تنفذه أرامكو بطاقة إنتاجية تبلغ 900 ألف برميل في اليوم من النفط الخام مثال عملي على ذلك وأن المثابرة ومواصلة السير على الدرب بدلاً من التراجع فور ظهور صعوبات قصيرة الأجل سر النجاح على المدى البعيد في مجال الاستثمار. وعبر عن اعتقاده بأنه ليس من السهل الالتزام بهذه الرؤية البعيدة في الوقت الذي تتطلب فيه الأسواق المالية نتائج جيدة على المدى القصير ورأى أن ذلك الالتزام أمر بالغ الأهمية إذا ما أردنا أن نخرج هذا العصر الذهبي الجديد إلى حيز الوجود . وحول الركنين الثاني والثالث في الإستراتيجية التي رسم أبعادها في كلمته وصولاً إلى عصر نهضة جديد للطاقة النفطية قال المهندس خالد الفالح: إن على الشركات أن تغيّر من طريقة عملها في ضوء التقدم السريع الذي يتم تحقيقه في مجال التقنيات وفيما تشهده الصناعة النفطية من تحولٍ ديموغرافيٍ مع تقاعد المهندسين والأخصائيين ذوي الخبرة ودخول عدد أكبر من الموظفين الشباب الذين لديهم آمال وتطلعات أكبر في إحداث فرق. ودعا الشركات إلى عدم الاكتفاء بتقاريرها السنوية حول الاستدامة البيئية بل عليها أن توسع نطاق مشاركتها في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للتوظيف وتنمية مهارات ريادة الأعمال، لا فتاً إلى أن جميع العوامل الضرورية للدخول في عصر ذهبي جديد للبترول قائمة بالفعل وأنه يجب العمل على تحقيق أقصى استفادة من هذه الأوضاع لنبرهن على أننا نتمتع بالجَلَد على المدى البعيد وإقامة استثمارات استراتيجية في الأبحاث والتقنيات وإيجاد بيئة تتيح للموظفين تحقيق التميز والعمل بمسؤولية لمساندة المجتمع وحماية الكوكب الأرضي " .