استشرف سوق عكاظ في إطار برنامجه الثقافي المستقبل من خلال ندوة عقدت مساء اليوم بموقع السوق بمنطقة العرفاء في محافظة الطائف حول تقنية النانو شارك فيها عدد من المتخصصين في هذه التقنية ، وهم الدكتور منصور بن صالح الحوشان ، والدكتور عبدالله الضويان ، والدكتورة مها خياط وأدارها الدكتور نجم الحصيني . وأوضحت الندوة أن تقنية النانو أصبحت في طليعة المجالات الأكثر أهمية وإثارة في الفيزياء، والكيمياء والأحياء والهندسة ،ومجالات عديدة أخرى فقد أعطت أملاً كبيراً لثورات علمية في المستقبل القريب ستغير وجهة التقنية في العديد من التطبيقات ، مشيرة إلى أنه يعود الإهتمام الواسع بتقنية النانو إلى الفترة مابين 1996 إلى 1998م عندما قام مركز تقييم التقنية العالمي الامريكي ( WTEC ) بدراسة تقويمية لأبحاث النانو وأهميتها في الإبداع التقني . وأشارت الندوة إلى أن مفهوم تقنية النانو يعتمد على اعتبار أن الجسيمات التي يقل حجمها عن مائة نانو متر (النانو متر جزء من الف مليون من المتر) تُعطي للمادة التي تدخل في تركيبها خصائص وسلوكيات جديدة وهذا بسبب أن هذه الجسيمات (التي هي أصغر من الأطوال المميِّزة المصاحبة لبعض الظواهر) تُبدي مفاهيم فيزيائية وكيميائية جديدة مما يقود إلى سلوك جديد يعتمد على حجم الجسيمات . وبينت الندوة أنه كلما اقترب حجم المادة من الأبعاد الذرية كلما خضعت المادة لقوانين (ميكانيكا الكم) بدلاً من قوانين الفيزياء التقليدية وإن اعتماد سلوك المادة على حجمها يُمكن من التحكم بهندسة خواصها ، وبناءً عليه فقد استنتج الباحثون أن لهذا المفهوم آثاراً تقنية عظيمة تضم مجالات تقنية واسعة ومتنوعة تشمل إنتاج مواد خفيفة وقوية . وأوضحت الندوة أن تقنية النانو تتمثل في توظيف التركيبات النانوية في أجهزة وأدوات ذات أبعاد نانوية ، ومن المهم معرفة ان مقياس النانو صغيرٌ جدا جدا بحيث لا يمكن بناء أشياء اصغر منه ، وفي العصر الحديث ظهرت بحوث ودراسات عديدة حول مفهوم تقنية النانو وتصنيع موادها وتوظيفها في تطبيقات متفرقة وسنعرض هنا لبعض الأحداث المثيرة التي صنعت مسيرة هذه التقنية وجعلتها تقنية المستقبل . وتناولت الندوة الطاقة واصفة إياها من أهم المقومات للمجتمعات المتحضرة وتحتاج إليها كافة قطاعات المجتمع في تسيير الحياة اليومية وأهم مصادر الطاقة المستخدمة حالياً هو الوقود الأحفوري والنفط والغاز الطبيعي وهو يمثل 90% من الطاقة المستخدمة اليوم . وأكدت أن المملكة تسعى لأن تكون دولة رائدة في الطاقة المتجددة وتحديداً في أكبر مصدر في العالم للطاقة الكهربية النظيفة التي يتم انتاجها من الطاقة الشمسية إلى جانب استمرار استغلال موارد الطاقة المتوافرة لديها سواء كانت طاقة شمسية أم غير ذلك من أجل توسعة قاعدتها الاقتصادية معتبرة الازدياد السكاني والنمو الاقتصادي المضطرد في المملكة السببين الرئيسيين للطلب المتزايد على الطاقة الكهربية . وأوصت ندوة تقنية النانو بتخصيص ميزانيات منافسة أبحاث تقنيات النانو في الجامعات السعودية ومراكز البحوث وإعادة النظر في محتويات المناهج الجامعية العلمية والهندسية والاعتماد في ذلك على المستجدات التقنية ونشر ثقافة عامة بين الجمهور تهيئ لجيل من المهتمين بهذا الجانب وفتح تخصصات بينية تجمع بين أكثر من تخصص وتقوية قنوات الاتصال بمراكز البحوث العالمية واستقطاب المتميزين . //انتهى//