بدأت اليوم بالعاصمة المغربية الرباط أعمال الاجتماع الثالث للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية التابع للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو،الذي ينعقد على مدى يومين بمشاركة عدد من الشخصيات الإسلامية المرموقة و يخصص لمناقشة سبل توظيف المناهج التربوية ووسائل الإعلام في نشر فكر التقريب بين أتباع مختلف المذاهب الإسلامية. وفي الجلسة الافتتاحية للاجتماع الذي يستمر يومين أكد الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة ا?سلامية للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو، أن المسلمين لم يكونوا في عصر من العصور، أشدَّ حاجة ً إلى التقريب بين مذاهبهم الإسلامية منهم اليوم، في هذه المرحلة العصيبة التي تعيشها الأمة الإسلامية، حيث تزايدت فيها التحديات الصعبة التي تواجهها في الداخل والخارج، وتفاقمت فيها المخاطر المحدقة بها، والتي غالبًا ما يكون مصدرها الضعف العام الذي يسري في كيان الأمة نتيجة لتفرّق الصف ولتشتت الشمل وتفاقم النعرات الطائفية والنزاعات المذهبية التي تجعل من الاختلاف في المذهب خلافًا وصراعًا واحترابًا أحيانًا، مشيرًا إلى أن هذا هو الأمر الذي يفتح المجال أمام القوى الأجنبية الطامعة في مقدرات العالم الإسلامي للنفاذ إلى الصفوف، لتزيدها تمزقًا وتشتتًا وتشرذمًا، حتى تبقى أحوال المسلمين في شتى الأقطار، على ما هي عليه اليوم من ضعفٍ شامل يعطّل قدراتها، ويضيّع عليها فرصَ النماء والبناء وتقوية وشائج الإخاء. وقال الدكتور التويجري إن رسالة التقريب التي تعمل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، على نشرها وتحقيق أهدافها، هي في الحقيقة تنصرف إلى التقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية، بترسيخ أواصر قربى الإيمان التي تجمعهم، والتي تعلو فوق كل خلاف في الأصول، والفروع، والأحكام، والقواعد". وأوضح التويجري في هذا السياق أن الإيمان بالكليات الاعتقادية الكبرى الجامعة؛ وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، والاعتصام بالقرآن الكريم المنزل من لدن الخالق سبحانه وتعالى على رسول الله ونبيّه محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وآله وصحبه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمحفوظ في الصدور وفي المصاحف، والمنزّه عن النقص أو الزيادة، والمبرّأ من التحريف أو التبديل،وبسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم التي نقلها إلينا صحابته الأبرار الصادقون العدول، والإيمان بقواعد الإسلام الخمس، وبخاتمة الرسالة المحمدية". وأضاف أن هذا الإيمان الجامع للشمل الموحّد للأمة، هو مناط الأمر كلِّه، وهو القاسم المشترك بين المسلمين كافة، وهو الذي يجعل المسلمين إخوة، بكل ما تنطوي عليه كلمة الأخوة، من معان ٍ عميقة ودلالات واسعة، وبما تمثله من قيم عليا ومبادئ سامية. // يتبع //