قام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بزيارة إلى المعهد العالي للدراسات الإسلامية المتقدمة في ماليزيا . وكان في استقباله نائب مدير المعهد عثمان بن مصطفى وعدد من العاملين في المعهد وجمع من المدعوين. وقد ألقى فضيلته محاضرة علمية بعنوان // الحضارة الإسلامية في ظل التحديات المعاصرة // أوضح خلالها أن الحضارة الإسلامية منظومة المبادئ والقيم التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف للتقدم والرقي والإزدهار والأجر والمثوبة والفلاح في الآخرة. وأبان فضيلته أن خصائص الحضارة الإسلامية تتمثل في كونها ربانية نبوية عقدية أخلاقية سامية عامة شاملة كاملة متوازنة متناسقة مراعية للفطرة ثابتة مرنة ومن ملامحها أنها حضارة العلم والمعرفة والخير والحكمة والمصلحة والعدل والحق والوسطية والإعتدال والحرية المنضبطة والعفو والتسامح والأمن والسلام والوئام والتعايش السلمي بين أتباع الحضارات وأنها تتسم بالأصالة والمعاصرة. ثم تطرق فضيلته إلى التحديات المعاصرة وقسمها إلى قسمين من داخل الأمة وخارجها ، وبين أن من التحديات الداخلية التفريط في العقيدة والثوابت وعدم فهم بعض أبناء الأمة لدينهم الفهم الصحيح والتطبيق السليم ، ومنها الفرقة والخلافات ، ومنها اليأس والقنوط والإحباط ، ومن خارج الأمة حرب الشهوات والشبهات والعولمة وعدم استثمار وسائل الإعلام وشبكات المعلومات /الإنترنت/ الاستثمار الأمثل. وأوصى الدكتور عبدالرحمن السديس بأهمية اضطلاع الأمة بالمشروع الحضاري الإسلامي ذي الفكرة والرؤية والرسالة والأهداف السامية وتطلع الأمة إلى الجيل المنشود الذي يتصف بصفات عشر ، وهي إسلامية الديانة وإيمانية المعتقد ووسطية المنهج وإثارة الفكر وأخلاقية السلوك وإنسانية النزعة وعربية اللسان وعالمية الرواية وكلية القبلة والولاء ومدنية الرسالة والانتماء. بعد ذلك فتح المجال لمداخلات الحضور وإلقاء الأسئلة المتعلقة في موضوع المحاضرة ثم تبودلت الهدايات التذكارية. إثر ذلك زار فضيلته مسجد الشاكرين والتقى رئيس الشؤون الدينية في كوالالمبور وأئمة المساجد والمسؤولين فيها ، وألقى فضيلته محاضرة عن رسالة المسجد ودوره في إصلاح المجتمع الإسلامي ونهضة الأمة ورقيها وتنشئة أبناء المسلمين وتربيتهم على الأخلاق الإسلامية ونهضة الفاضلة مؤكداً فضيلته أهمية تحلي الإمام بالعلم الشرعي والحكمة في الدعوة إلى الله والقدوة الحسنة مشدداً على أهمية شكر نعمة الله في هدايته لنا للإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام وجمعنا على الكتاب والسنة أعظم إمام ورزقنا التمسك والاعتصام. ونوه فضيلته بما تتمتع به المملكة العربية السعودية وماليزيا من تقدم ورقي وحضارة وازدهار مع التمسك بالأصول والثوابت الإسلامية في منظومة متآلقة بين الأصالة والمعاصرة. وعقب المحاضرة تبودلت الهدايات التذكارية بهذه المناسبة. // انتهى //