أكد وزير الخارجية التونسي كمال مرجان أن المهمة الأساسية للحكومة الانتقالية إعادة النشاط والعمل إلى مؤسسات الدولة وتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وشفافة. وقال في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمدينة شرم الشيخ على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الاقتصادية الثانية إن هذه الحكومة مؤقتة ووطنية وتضم كفاءات على درجة عالية من المصداقية تنتمي إلى الأحزاب السياسية من كافة الأطياف بما فيها الحزب الشيوعي جنبا إلى جنب مع منظمات المجتمع المدني والنقابات. ونفى وزير الخارجية التونسي وجود خلافات بين الجيش والشرطة .. مشددا على عدم قبول أي تشكيك في هذا الموضوع خاصة أن هناك تعاون كبير بين الجانبين لاستتباب الأمن والنظام. وأضاف أنه لا يجب الخلط بين جهاز الأمن الرئاسي في تونس الذي وقعت اشتباكات بينه وبين قوات الجيش أمام القصر الجمهوري وبين قوات الأمن الداخلي التي تتعاون مع الجيش في حفظ الأمن. وأعتبر مرجان أن ما حدث في تونس هو انتفاضة شعبية بدأت بحركة احتجاجية من بلدة سيدي بوزيد .. لافتا إلى أنها انتفاضة عفوية ليس لها قائد أو مسئول ثم امتدت من مدينة إلى أخرى وعكست ما تحلى به الشعب التونسي من درجة كبيرة من الوعي. وبيّن وزير الخارجية التونسي أن الشعب التونسي قال كلمته بوضوح وانتصرت الإرادة الشعبية لذلك وجب احترام موقف وكلمة هذا الشعب خاصة بعد مغادرة /الرئيس المتخلي/ لتونس. وعما إذا كانت لتونس مطالب محددة من القادة العرب سيتم طرحها أمام قمة شرم الشيخ الاقتصادية أوضح مرجان أنه لن يكون هناك أي مداخلة سياسية من جانب تونس في هذه القمة لأنها في الأساس قمة اقتصادية لكن ستكون لدى الجانب التونسي مقترحات تتعلق بهذه الجوانب الاقتصادية. وحول التظاهرات التي قام بها البعض في تونس عقب الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة محمد الغنوشى تساءل الوزير التونسي هل هناك إجماع على أي حكومة في العالم حتى في الدول الديمقراطية .. مشيرا إلى أن المهمة الأساسية لهذه الحكومة من جانب كل أعضائها هي إعادة مؤسسات الدولة إلى عملها والإعداد الجيد للانتخابات وقد لا يدخل أي من أعضاء الحكومة الحالية في الحكومة الجديدة. وعن الاتصال الهاتفي الذي أجراه محمد الغنوشى مع الرئيس /المتخلي/ زين العابدين بن علي وهل في هذا تحايل على إرادة الشعب التونسي اكتفى مرجان بالقول إنه لا علم له بفحوى هذا الاتصال إن كان قد تم ولو حدث ذلك فربما يكون لأسباب خاصة باعتبار أن بن علي يبقى مواطنا تونسيا .. مؤكدا نزاهة الغنوشي في التعامل مع الجميع من أجل مصلحة البلاد. وبشان إمكانية ترشح شخصيات تونسية معارضة تعيش في الخارج لانتخابات الرئاسة القادمة خلص الوزير التونسي إلى القول إن الباب مفتوح أمام الجميع طالما توافرت فيه الشروط الدستورية والقانونية اللازمة .. مشددا على أنه لن تكون هناك قيود على الترشح كالتي كانت في السابق لأن المهم الآن هو تسهيل الأمور. // انتهى //