أعلنت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا أنها سترسل فريقاً يضم خبراء في إدارة الفيضانات إلى باكستان في 22 الجاري. وتمثل البعثة الخطوة الأولى التي تتخذها اليونسكو في إطار استجابتها للفيضانات التي أودت بحياة أكثر من 1600 شخص وبلغ عدد المتضررين منها 20 مليون نسمة. وتعمل اليونسكو على نحو وثيق مع وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة ومع حكومة باكستان في جهود الإغاثة والوقاية الضخمة التي تُبذَل في الوقت الحالي. ويتولى تنسيق أنشطة المنظمة في هذا الشأن فريق عمل مشترك بين القطاعات يضم خبراء يعملون في المقر وفي إسلام أباد على السواء تحت قيادة المديرة العامة. وتم في اجتماع لهذا الفريق تحديد التدابير الواجب اتخاذها في الوقت الحاضر وعلى المدى الأطول وخاصة في مجالي العلوم والتعليم. وخلال الاجتماع أكدت إيرينا بوكوفا من جديد أن اليونسكو مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة في إطار مجالات اختصاص المنظمة. وستتمثل مهمة البعثة العلمية الأولى في المساعدة على النهوض بقدرات باكستان في مجال إدارة الفيضانات بما في ذلك مجالات استخدام الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية في رسم خريطة الفيضانات وخطط إجلاء المنكوبين وأحدث النماذج الحاسوبية للتنبؤ بالفيضانات وتحليل انزلاق الأراضي واستقرار التُربة من أجل عمليات صُنْع القرارات الخاصة بإعادة إسكان اللاجئين فضلاً عن تطويع مواد التدريب اللازمة للاحتياجات المحلية الراهنة. كما أن هذا الفريق سيقوم بأنشطة لتحديد طبقات المياه الجوفية التي من شأنها توفير المياه الصالحة للشرب في المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تشتد الحاجة إلى المياه النظيفة. وتعتزم المنظمة أيضاً تعزيز مكتبها في إسلام أباد بتعيين خبراء في مجالات أنشطتها الأخرى لاسيما في مجال التربية الذين سيعملون مع شركاء الأممالمتحدة الآخرين لتقييم الاحتياجات التي ينبغي تلبيتها لإعادة التلاميذ إلى مدارسهم في أسرع وقت ممكن. وتفيد تقديرات أولية أن 5457 مدرسة قد انهارت توجد 4419 منها في إقليمي البنجاب والسند. وقد تضرر ما لا يقل عن مليون تلميذ بسبب الفيضانات؛ كما أُغلقت معظم المدارس، واشتدت صعوبة الوصول إليها. ويتولى مركز اليونسكو للتراث العالمي مراقبة الوضع عن كثب، وخاصة في ما يتعلق بالآثار الحضرية في موهنجودارو التي يعود تاريخها إلى 4500 سنة مضت والواقعة على الضفة اليمنى لنهر الهندوس الذي يبعد عن كراتشي بنحو 400 كيلومتر في إقليم السند. أما استقرار الوضع الحالي لهذا الممتلك الثقافي فإنه يُعزى إلى الدعامات الضخمة الخمسة الممتدة في سهل الفيضان والتي أُنشئت أثناء حملة الإنقاذ الدولية لليونسكو الرامية إلى حماية الموقع من فيضانات نهر الهندوس. // انتهى //