تتولى بلجيكا نهاية الأسبوع الجاري شعلة الرئاسة الدورية الأوروبية من اسبانيا وسط شكوك فعلية بشان أدائها بسبب الأزمة السياسية المستمرة في البلاد وتواصل المشاورات الصعبة بين الأطراف السياسية البلجيكية لتشكيل ائتلاف جديد. ولم تتمكن الرئاسة الدورية الاسبانية المنتهية ولايتها من تحقيق العديد من الأهداف التي رسمتها لنفسها بداية العام الجاري وخاصة تفعيل اتفاقية لشبونة للوحدة الأوروبية وتنفيذ بنودها المختلفة وتحديدا بشان السياسة الخارجية. كما إن مدريد عانت من الشلل الفعلي نظرا لتداعيات الأزمة المالية والنقدية التي تعصف باقتصاديات الدول الأوروبية ومن بينها اسبانيا الدولة لتي تواجه هي الأخرى معضلة الديون السيادية. وأخفقت اسبانيا بوضوح في إدارة غالبية الملفات التي واجهتها وبما في ذلك إدارة تداعيات الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطع أسطول الحرية المتجهة لغزة يوم 31 مايو الماضي. وفشلت مدريد بشكل صارخ في تفعيل آليات الاتحاد من اجل المتوسط واضطرت للقبول بتأجيل عقد قمة برشلونة التي كانت مقررة يوم السابع من يونيو الجاري. ولكن بلجيكا تواجه موقفا أكثر تعقيدا من اسبانيا على الصعيد الأوروبي حسب غالبية المحللين الأوروبيين وذلك بسبب موقفها السياسي الداخلي و مطامح الرئيس الأوروبي هرمان فان رومباي ،وهو مواطن بلجيكي، لجر مزيد من الصلاحيات إلى جانبه خلال فترة ولاية بلاده الرئاسة الدورية على حساب المؤسسات الأوروبية. ويخشى الدبلوماسيون من دخول المؤسسات الأوروبية في حرب باردة فعلية خلال الرئاسة الدورية الأوروبية لبلجيكا بسبب البعد البلجيكي لإدارة الشؤون الأوروبية هذه المرة. وقال ايف لوترم رئيس الحكومة البلجيكية المنتهية ولايتها والذي سيدير شؤون الرئاسة الدورية الأوروبية بشكل مؤقت إلى غاية تشكيل ائتلاف حكومي جديد في بلاده،ومتوقع لشهر أكتوبر، إن بلجيكا قررت اعتماد ما وصفه برنامج عمل أوروبي متواضع خلال رئاستها الدورية لأوروبا وإنها ستركز على الشق المؤسساتي لتنفيذ بنود اتفاقية لشبونة أي في الواقع تمكين الرئيس الأوروبي هرمان فان رومباي من صلاحيات جديدة وإضافية على حساب المفوضية والبرلمان الأوروبي. // يتبع //