تعد المياه الصالحة للشرب مطلباً لا بد من توفيره لتأمين الحياة وإستمرارها في أي بقعة من بقاع الأرض خاصة عندما يكون ذلك الموقع وتلك البقعة في مكان يعز فيه توافر المياه كجزر فرسان التي تحيط بها مياه البحر الأحمر من كل الجهات حتى أصبحت مياه الشرب نادرة الوجود بعيدة المنال في ظل حاجة الإنسان للشرب والزراعة المحدودة التي كان يعتمد عليها في الزمن القديم مثل زراعة النخيل وبعض المحاصيل الأخرى من الخضروات . وفي جزر فرسان التي تقع على بعد نحو 50 كيلو متر إلى الغرب من مدينة جيزان وسط مياه البحر الأحمر مثل توفير المياه الصالحة للشرب هماً اشغل بال السكان هناك منذ مئات السنين فعملوا على حفر الآبار واستخرج المياه منها بما يسد الرمق ويكفي بعض الإحتياجات بعد معاناة تطول في نقل تلك المياه من أماكن بعيدة إلى مواطن السكن في الجزيرة . ولان قيادة هذه البلاد الحكيمة تضع مصلحة الوطن والمواطن جل الأهتمام وأول سلم الأولويات فقد تنبهت القيادة الرشيدة في وطننا العزيز لحاجة المواطن في فرسان لتوفير مياه شرب صالحة تروى العطشى وتخفف معاناة حصولهم عليها فاولت توفير المياه للمواطنين في جزر فرسان إهتماما وحرصا بالغين وجاء الأمر الكريم بإنشاء محطة لتحلية المياه فكان العام 1399ه شاهد على بدء تشغيل أول محطة لتحلية المياه بجزيرة فرسان بطاقة إنتاجية بلغت// 500// متر مكعب يومياً من المياه المحلاة مع توليد // 2,4// ميغا وات من الكهرباء لتعطى زخماً كبيراً وأعلانا هاماً لإنطلاق حياة أفضل وتنمية مستدامة في أجمل جزر البحر الأحمر أنتهت بفضل الله معاناة سنين من العطش والبحث عن مياه الشرب . ومع التوسع وزيادة عدد السكن الذي شهدته جزيرة فرسان كغيرها من محافظات ومناطق وطننا العزيز لم تمضي عشر سنوات على إفتتاح المحطة حتى بدأت الحاجة ملحة لتوسيع عملها وزيادة إنتاجها لتكون مواكبة لسد الإحتياج من المياه فتم تنفيذ المرحلة الأولى من توسعة محطة تحلية المياه بفرسان من قبل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عام 1409ه ليرتفع بذلك أنتاج المحطة إلى // 1,750// متر مكعب من المياه المحلاة يومياً . ولان حركة البناء والتطور والنمو بحمدالله في كل مدن وقرى وهجر هذا الوطن العزيز وفي ظل رعاية قيادتها الرشيدة لا تهدى ولا تقف عند حد معين استمرت حركة البناء والتشييد والنماء في فرسان لتجد محطة تحلية المياه بالجزيرة نفسها عاجزة مرة أخرى عن الوفاء بإحتياجات المواطن والمقيم في فرسان من المياه المحلاة ولتأتي الموافقة السامية عام 1426ه على المرحلة الثانية لتوسعة المحطة بطاقة إنتاجية تبلغ // 9,000// متر مكعب من المياه يومياً وليبدأ العمل في تنفيذها بعد أشهر من صدور القرار حتى تم إفتتاح هذه المرحلة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بداية الشهر الحالي لتعلن مرحلة جديدة من العطاء وتقديم خدمة أفضل للمواطن والمقيم والمستثمر في جزيرة فرسان السياحية الحالمة. // يتبع //