أكدت تقارير وزعتها وكالة /الأنروا/ التابعة للأمم المتحدة في بيروت أن المخيمات الفلسطينية في لبنان باتت بؤرة خصبة لمرضى التلاسيميا /فقر الدم/ ومن أكثر المناطق اللبنانية انتشارا لهذا المرض الخطير وذلك نتيجة الإهمال والفقر والجوع وسوء التغذية وانعدام النظافة البيئية وسط المخيمات الأمر الذي يؤدي إلى إنتشار شتى أنواع الميكروبات والجراثيم. ويبلغ عدد المخيمات الفلسطينية المعترف بها 12 مخيما موزعين على مختلف المناطق اللبنانية تنتشر فيها أمراض القلب وغسيل الكلى والسرطان وفقر الدم /التلاسيميا/ وتقتصر معالجة الطبيب في كل مخيم على إعطاء المرضى الذين يقفون طوابير طويلة أمام عيادة الانروا حبات البنادول إذا توفرت من دون إجراء الفحوصات المتخصصة اللازمة وذلك بسبب الازدحام وتصاعد عدد المرضى. ويرتفع عدد مرضى التلاسيميا في المخيمات الفلسطينية وخاصة مخيم برج الشمالي في جنوب لبنان بصورة خطيرة حيث أكدت المصادر الطبية في الأنروا أن عددهم في المخيم تجاوز الخمسين مريضا وهذه نسبة خطيرة نظرا لخطورة المرض ونسبة المرضى المرتفعة وثلث هؤلاء المرضى وصل به المرض إلى مرحلة متقدمة تستلزم نقلا وتغييرا لدم المريض بشكل أسبوعي أو دوري في أحسن الأحوال إذ يصابون بأوجاع في المفاصل وآلام في العظم وتحلل في الدم. وفي الوقت الذي لا يتعدى فيه عدد المصابين بهذا المرض في لبنان الثلاثمائة يعتبر إصابة أكثر من خمسين لاجئا فلسطينيا في مخيم برج الشمالي أمرا كارثيا يعكس حالة التردي في الأوضاع الصحية والتقديمات الاجتماعية وانعداما واضحا لبرامج التوعية والارشاد وغيابا كاملا لحملات الطب الوقائي التي تؤكدها حالات المرضى المختلفة. وعدد مرضى التلاسيميا في المخيمات الفلسطينية مرشح للتصاعد في ظل الواقع الصحي السيء الذي لا وجود فيه للارشاد الجدي وفق خطة منظمة لتجنيب المرضى الوصول إلى المعاناة المطلقة والآلام التي تؤدي إلى الموت بعد أن يؤدي الجهل إلى توريث المرض إلى أجيال لاحقة. مركز الرعاية الدائمة في المخيمات الفلسطينية لم يعد يستقبل العديد من المرضى بحجة أن هذه الحالات خطيرة والمركز لا يستطيع تحمل نفقاتها. ومن الجدير ذكره أن الأنروا وبسبب أوضاعها المالية المتأزمة لا تتحمل كافة تكاليف العلاج الباهظة لمرضى التلاسيميا ولا تقدم لهم وحدات الدم ما لم يكن لدى المريض قدرة على تأمينها. وبسبب حالات العسر الشديد والفقر للمرضى فإن الكثير منهم توفي على أبواب المستشفيات والمعلوم أنه خلال السنتين الماضيتين توفي عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين مصابين بمرض التلاسيميا بسبب عدم القدرة على تأمين تكاليف العلاج. وأكد مصدر في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأنروا/ وآخر في السفارة الفلسطينية في بيروت أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وخاصة في مخيم برج الشمالي أمام كارثة إنسانية خطيرة لا يمكن معالجتها إلا بمزيد من الاهتمام الدولي والعربي بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين الصحية والبيئية وتأمين الأدوية لمرضى التلاسيميا ورعايتهم. // انتهى //