واصلت السلطات الأمريكية وعلى مستويات مختلفة من ضغوطها الدبلوماسية والسياسية على المؤسسات والدوائر الأوروبية لجرها على دفع البرلمان الأوروبي للتصويت على اتفاقية نقل المعطيات المصرفية الخاصة بالمواطنين الأوروبيين للإدارة الأمريكية. ويصوت البرلمان الأوروبي يوم الخميس المقبل على الاتفاقية المعروفة باتفاقية (سويفت) والتي تتيح للسلطات الأمنية الأمريكية الاطلاع على مجمل المعاملات المالية والمصرفية داخل الاتحاد الأوروبي، وبين الاتحاد الأوروبي والعالم الخارجي. وبعد الإعلان عن قيام وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالاتصال الأسبوع الماضي بكل من رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون، هدد السفير الأمريكي في بروكسل بشكل مباشر، وفي رسالة وجهها للمفوضية الأوروبية بركون واشنطن إلى تغيير طبيعة ومستوى تعاونها الأمني مع الأوروبيين في حالة رفض البرلمان الأوروبي لاتفاقية سويفت. ويخصص البرلمان جلسة نقاش عامة وحيوية يوم غد لهذه المسالة وقبل التصويت النهائي يوم الخميس القادم. وذكر مصدر أوروبي اليوم ان الضغوط الأمريكية مستمرة وان واشنطن اتصلت هذه المرة بكل من رئيس المفوضية الأوروبية البرتغالي خوزيه باروزو وبرئيس الوزراء الاسباني خوزيه ثاباتيرو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الأوروبية مطالبة بتدخل صريح و على المستوى السياسي لدى النواب الأوروبيين. وتقول واشنطن إنها ستركن لتوقيع اتفاقيات ثنائية مع كل دولة أوروبية ترغب في ذلك والحصول على المعطيات في إطار تعاونها مع الحكومات المختلفة وليس مع الاتحاد الأوروبي كتكتل . وقال نفس المصدر انه باتت تلوح بوادر تردد في البرلمان الأوروبي وان اتفاقية سويفت قد يتم اعتمادها في نهاية المطاف إذا ما تحصل النواب على التزام صريح بمعاودة التفاوض بشان عدد من بنودها الفنية. ولا تمتلك أحزاب اليسار والخضر والمستقلين التي أعلنت رفضها للاتفاقية سوى317 صوتا من بين 736 نائبا برلمانيا . ويسيطر نواب مجموعة المحافظين التي ينتمي إليها رئيس البرلمان ورئيس المفوضية على البرلمان وقد يجنحون إلى اتخاذ موقف سياسي مؤيد للسلطات الأمريكية في حالة إجراء تنقيح طفيف ورمزي على الاتفاقية. // انتهى //