يصل إلى رام الله غداً ديفيد هيل مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشيل حاملاً رد الإدارة الأميركية على أسئلة وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ميتشيل في شأن الاستيطان الإسرائيلي في القدسالمحتلة، فيما رأت الرئاسة الفلسطينية في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن وضع القدس تأكيداً لعدم رغبته في العودة إلى المفاوضات. وكان عباس وجه إلى ميتشيل خلال لقائهما أول من أمس في عمان، أسئلة في شأن مصير القرار الإسرائيلي الأخير القاضي بإقامة 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقية، وإمكان تكراره في المستقبل في حال استئناف المفاوضات غير المباشرة. وأكد أنه لن يستطيع العودة إلى المفاوضات قبل أن تتراجع إسرائيل عن قرارها، وأن تتعهد بعدم تكراره، وأن تتوقف عن اقتحام الأراضي الفلسطينية وعمليات القتل. وكان الجيش الإسرائيلي قتل أربعة شبان فلسطينيين نهاية الأسبوع في عمليات اغتيال غير مبررة. واحتجت السلطة الفلسطينية لدى الجانب الأميركي على هذه العمليات التي قالت إنها «جرت بدم بارد بهدف استدراج ردود فعل فلسطينية تؤدي إلى استقطاب الاهتمام الدولي المنصبّ على مشاريع التوسع الاستيطاني». وتعهد ميتشيل الرد على هذه المطالب، بعد اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نتانياهو الذي كان مقرراً مساء أمس. وحذر الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم أمس من أن «استمرار الحكومة الإسرائيلية في سياسة الاستيطان، خصوصاً في القدس، سيؤدي إلى انهيار حل الدولتين والعملية السلمية برمتها، ما سيفاقم الأوضاع في المنطقة ويهدد الأمن الإقليمي والعالمي». وأضاف للصحافيين في رام الله: «رحبنا ببيان اللجنة الرباعية وطالبنا الجانب الإسرائيلي بالالتزام بالشرعية الدولية والتجاوب مع هذا البيان، إلا أن الحكومة الإسرائيلية وجهت صفعة جديدة إلى المجتمع الدولي بإصرارها على مواصلة الاستيطان في القدس». وأشار إلى أن الرئاسة «لديها أسئلة عن التزام اسرائيل بضرورة وقف الإستيطان، خصوصاً في القدس، والمرجعية الواضحة لعملية السلام والفترة الزمنية لإقامة الدولة الفلسطينية التي حددتها اللجنة الرباعية بأربع وعشرين شهراً، ونحن ننتظر إجابات أميركية عليها». وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة رد أمس على التصريحات التي أدلى بها نتانياهو في واشنطن عن اعتبار إسرائيل القدسالمحتلة «عاصمة» لها ورفضها وقف الاستيطان فيها. وقال لوكالة «فرانس برس» إن «تصريحات نتانياهو دليل قاطع على أنه لا يريد العودة إلى أي مفاوضات جادة، فهي تتنافى مع الشرعية الدولية التي تعتبر القدس عاصمة لدولتين... ما قاله نتانياهو لا يساعد الجهود الأميركية لإعادة الطرفين إلى مفاوضات غير مباشرة». وطالب الإدارة الأميركية «برد فعلي على هذه التصريحات لأن انتقادها لا يكفي، ويجب التعامل مع هذه السياسة الإسرائيلية في شكل مختلف عن السابق لأنها خطيرة... نريد تحركاً أميركياً قبل أن تتدهور الأمور في المنطقة. سياسة وتصريحات نتانياهو وممارسات حكومته ستؤدي في النهاية إلى تدمير كل الفرص المتاحة لعملية سلام جادة ومفاوضات ناجحة». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» النائب محمد دحلان إن تصريحات نتانياهو «غير مشجعة»، متهماً إياه «بالالتفاف على القرار الدولي» الذي صدر في بيان اللجنة الرباعية ودعا إلى تجميد الاستيطان وإزالة المستوطنات التي أنشئت منذ آذار (مارس) 2010، وكذلك التوقف عن هدم المباني وتهجير سكانها. ودعا ميتشيل إلى «وضع تصور واضح لا لبس فيه لتنفيذ القرار الدولي بآلية محددة». وأضاف: «لا نريد من ميتشيل أن يشغلنا بقضايا هامشية وفرعية على شاكلة التزام إسرائيل بالقيام بإجراءات بناء الثقة مثل رفع عدد من الحواجز بين قرى ومدن الضفة تحت عنوان تخفيف الحصار عن الفلسطينيين أو إطلاق سراح بعض الأسرى من سجونها، ثم تعود إسرائيل بعد ذلك لاعتقال أعداد مضاعفة منهم... هذه الأمور لم تعد تصلح في ضوء التحديات التي نجابهها، ونحن لم نعد نقبل بها. وباختصار شديد نطالب بمعالجة القضايا الخطيرة وعلى رأسها الاستيطان وتهويد القدس ونريد أفعالاً وليس أقوالاً».