بدأ المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشيل جولة في المنطقة استهلها بالعاصمة اللبنانية بيروت ومن المفترض أن يكون قد التقى أمس في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم، وسينتقل ميتشيل إلى كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية ..وتأتي هذه الجولة في اطار جهود أمريكية لتحريك مفاوضات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما أن هذه الجولة تأتي بعد أن أبانت السلطة الفلسطينية بشكل واضح أنها لن تستأنف المفاوضات مع إسرائيل ما لم تعلن صراحة تجميد ساسية الاستيطان بالضفة الغربية والقدس الشرقية. وتهدف أمريكا من هذه الجولة وخلافاً لما أعلنت عنه سابقاً بشأن تجميد الاستيطان إلى أن تستأنف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من دون شروط مسبقة ، وأمريكا تريد بذلك أن تتجاوز الموقف الفلسطيني وأن يكون التطرق لموضوع المستوطنات أو سياسة الاستيطان بعد استئناف المفاوضات وليس قبلها،وهو ما يعني تحولاً كبيراً في الموقف الأمريكي الأول الذي كان يتمثل في الدعوة صراحة إلى تجميد سياسة الاستيطان. ورغم أنه لا يمكن الحكم على هذه الجولة إلا بعد نهايتها إلا أنه يمكن القول مسبقاً إن أي محاولة للضغط على الفلسطينيين من أجل استئناف المفاوضات تبدو محاولة فاشلة ، إذ إن الضغط المفروض أن يكون منصباً على اسرائيل لأنها هي الدولة المعتدية وهي التي يمكنها المساهمة في التهدئة من خلال قرار واضح بوقف سياسة الاستيطان وبخلاف ضغط قوى على إسرائيل فإن أي محاولة لتنشيط المفاوضات محاولة غير مجدية.