بحث مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً امس ملف ايران النووي المثير للجدل خلال اجتماعه الذي يستمر حتى الجمعة فيما بدأ ينفد صبر القوى الكبرى إزاء رفض طهران عرض تسوية دولية لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. وعبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر الحالي، امام المجلس عن "خيبة امله" إزاء المماطلة الايرانية في تقديم رد على عرض التسوية الذي قدمه. ودعت موسكو الخميس ايران الى احترام التزاماتها في الملف النووي، وذلك اثر لقاء بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مع السفير الايراني محمود رضا سجادي. وعبر البرادعي الخميس عن "خيبة امله" للمماطلة الايرانية، مؤكدا ان عرضه "متوازن وعادل" و"من شأنه ان يساهم الى حد كبير في تبديد المخاوف الناتجة عن البرنامج النووي الايراني". ودعا الى "الانتقال من المواجهة الى التعاون وفتح الطريق امام حوار واسع النطاق بين ايران والاسرة الدولية". وينص العرض الذي رأى فيه البرادعي "فرصة فريدة" يتحتم على طهران "اغتنامها"، على ان ترسل طهران 70% من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى روسيا لاستكمال تخصيبه قبل نقله الى فرنسا لتحويله الى وقود لمفاعل الابحاث في طهران. واقترح البرادعي "اجراء بديل" يقضي بعملية تخزين تمهيدية في تركيا، الدولة التي تقيم علاقات جيدة مع ايران ومع مجموعة الدول الست. وبهذه الطريقة لن يكون من الممكن استخدام هذا اليورانيوم الايراني لاغراض عسكرية محتملة وهو ما يشكل مصدر القلق الرئيسي للقوى الكبرى. كما اعتبر البرادعي ان تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الطبيعة الفعلية للبرنامج النووي الايراني "يراوح مكانه". وقال "منذ اكثر من سنة، لم يحصل تحرك" من قبل ايران حول كل المسائل العالقة بخصوص برنامجها النووي. وقال: "لقد وصلنا بالواقع الى نقطة المراوحة الا اذا قبلت ايران الالتزام بشكل كامل بالتعاون معنا". واضاف ان المؤشر الأخير على رفض العمل مع الوكالة كان "انتهاك" ايران "التزاماتها" بخصوص ابلاغ الوكالة الدولية ببناء الموقع الجديد قرب قم. واوضح البرادعي ان "الاعلان المتأخر لإيران يطرح اسئلة عن احتمال وجود منشآت نووية اخرى قيد الانشاء بدون ابلاغ الوكالة عنها" متحدثا بالتالي عن "غياب الثقة". من جانب آخر، عبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اسفها من عدم حصول "تقدم" في تحقيقها حول البرنامج النووي السوري، وعلى الاخص في ما يتعلق بالعثور على مركبات يورانيوم في موقع دمره الطيران الاسرائيلي في ايلول/سبتمبر 2007. واكد البرادعي انه "لا تقدم" في هذا التحقيق.