عاش مبصرون الصعوبات التي يواجهها إنسان كفيف يستعين ب"عصا" لإرشاده في تنقلاته، بعد أن جربوها بأنفسهم خلال احتفالية للمكفوفين أقيمت الليلة في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء الذي يصادف الخامس عشر من شهر أكتوبر من كل عام. رئيس جمعية المكفوفين الخيرية /كفيف/ الدكتور ناصر بن علي الموسى شرح للحضور رمزية الاحتفال بالعصاء البيضاء مبينا أنها ترمز إلى إستقلالية الكفيف واعتماده على نفسه بعد الله، كما أن هذا اليوم يتكرر كل عام لتسليط الضوء على فئة المكفوفين والتعريف باحتياجاتهم. وقال الدكتور الموسى في تصريح لوكالة الأنباء السعودية على هامش الاحتفالية إن "العصا رمز .. لكن الأهم أن الكفيف إنسان يمتلك حواسا أهم من البصر مثل السمع، وهذه المناسبة نعدها فرصة لتصحيح الواقع والمراجعة والتقييم". وأضاف أن "الاتحاد العالمي للمكفوفين هو الذي إختار يوم الخامس عشر من أكتوبر للاحتفال بالعصا البيضاء .. لافتا إلى أن اختيار العصا البيضاء جاء من أن كف البصر يحد من حرية صاحبه في الحركة، فيما تمكنه العصا من الاعتماد على نفسه والاستقلال بذاته". وبشأن إختيار البياض للون العصا شرح الدكتور ناصر الموسى " أول ما بدأ إستخدام العصا كان في أمريكا وكانت داكنة اللون مثل ألوان بدلاتهم الداكنة، فرأوا تمييز العصا بلون آخر وكان اللون الأبيض أوضح الألوان بخاصة مع ملابسهم الرسمية ذات اللون الداكن". وقال إن "تصنيع واستخدام العصا مر بمراحل، كما أن طرق إستخدامها والتدرب عليها مرت هي الآخرى بمراحل"، مبينا أن "الطبيب الأمريكي ريتشارد هوفر قاد تلك المراحل عقب الحرب العالمية الثانية، عندما طرح تساؤلا عن مدى فائدة الناس من هذه العصا دون التدرب عليها، ليطلب هذا الطبيب من عدد من المبصرين تغطية أعينهم ثم عمل على تدريبهم على إستخدام العصا بشكل مستمر، إلى أن دخل إستخدام هذه العصا والتدرب عليها لأقسام التربية الخاصة في الجامعات والمعاهد". وفي المملكة أفاد الدكتور الموسى أنه جرى إدخال العصا البيضاء واستخدامها والتدرب عليها ضمن المناهج الدراسية بخاصة بعدما تقرر دمج المكفوفين في مراحل التعليم العام. وتضمنت الاحتفالية نشيدين قدمهما مكفوفان من أعضاء الجمعية، كما أعلنت أسماء الفائزين في مسابقة نظمتها الجمعية، ووزعت شهادات حضور لمتدربين حضروا دورة بعنوان / فن التعامل مع المعاقين بصريا /، كما جرى تكريم متطوعين ومتطوعات قدموا خدمات للجمعية، وجهات أعلامية وأخرى داعمة. // انتهى //