تتلمس أيدي كفيفي البصر في السعودية، والمقدر عددهم بنحو 159 ألف كفيف، أربعة أنواع من العصي، تحمل كل منها أسماً خاصاً بها، وإن تساوت العصي لدى المبصرين، إلا أنها عند فاقدي البصر، لها أسماء واستخدامات خاصة، تحددها الظروف المحيطة بفاقد البصر. واكتفى فاقدو البصر وضعافه من كبار السن بالعصا «الرمزية»، الخالية من التقنية والمعايير «الدولية»، وتتوافر على هيئات عدة، «أبسطها عصا مقشة غير مستخدمة». ولعشاق الرحلات في المناطق الوعرة، صنعت لهم عصا «هبل»، وتشبه في شكلها «مضرب التنس». ويفضل كثير من فاقدي البصر، عصا تساعدهم على كشف نوعية الطريق الذي يسيرون فيه، ما يكسبها اسم «العصا الإرشادية»، وتتجاوز في طولها خصر الجسم بقليل، وصنع طرفها من النايلون أو الألمنيوم. ووجدت التقنية طريقها إلى «العصا»، باختراع «الالكترونية»، التي تقدم للكفيف ترددات فوق صوتية، يلتقطها في يده، عند الاصطدام بأي شيء، و»تكشف له العقبات في كل الاتجاهات». وجرب مبصرون، بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء، الذي يوافق ال 15 من شهر اكتوبر من كل عام، بعضاً من أنواع العصي، في فعالية المشي في كورنيش القطيف، إلى جانب 25 من منسوبي «مركز رعاية المكفوفين» التابع إلى جمعية مضر الخيرية في محافظة القطيف. واستشعر المشاركون «الأحوال التي يمر بها الكفيف». واستمع المشاركون إلى «شرح يبين الطرق المثلى لاستخدام العصا»، قدمه مسؤول اللجنة الإعلامية في جمعية مضر الخيرية حسن آل غزوي، الذي قدم تفصيلاً عن «العصا البيضاء، وقانونها وأنواعها والهدف منها»، ووزعت الفاعلية مطويات على مرتادي الكورنيش، الذين شاهدوا المكفوفين يسيرون إلى جانب بعضهم في الكورنيش، ولم يجد المبصرون غير طرح الأسئلة عن «العصا، وطريقة استخدامها». وذكر آل غزوي أن «العصا ليست مجرد قطعة خشبية، وإنما لها قانون عالمي، يكفل للمكفوف حقه في ارتياد الأماكن العامة، وصدر القانون من جانب الاتحاد الدولي للمكفوفين، الذي أكد حقوقاً للمكفوفين كأي شخص آخر». ويضم «المركز» في عضويته 160 كفيفاً وكفيفة، وتعمل إدارته على «تأسيس مبنى خاص، بكلفة أربعة ملايين ريال، على مساحة أربعة آلاف متر مربع». وذكرت إحصاءات أن «السعودية تضم 600 ألف من فاقدي البصر وضعافه»، وأشارت الإحصائية، التي صدرت في العام 2007 من منظمة الصحة العالمية، أن السعودية «تضم 159 ألف كفيف، فيما عدد ضعاف البصر 480 ألف شخص»، ويعاني كثير من فاقدي البصر من عزلة المجتمع لهم، وبخاصة أنهم لم يحصلوا على «تدريب أو تأهيل».