طالبت جامعة الدول العربية الإدارة الأمريكية بالوقف الفوري وتجفيف كل الأموال والتبرعات التي تحول إلى المستوطنين والمستوطنات الإسرائيلية باعتبار هذه الأموال تسهم في عمل عدواني غير شرعي وتمنع التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل. وكشف قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية في تقرير له اليوم تحت عنوان /جمعيات أمريكية معفاة من الضرائب تمول الاستيطان والاستيلاء على عقارات المقدسيين في البلدة القديمة وأحيائها في مدينة القدسالمحتلة / أنه في الفترة الأخيرة تكشفت العديد من الحقائق والمعلومات التي تثبت وجود العديد من المؤسسات والهيئات المدنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمول إقامة وحدات استيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة عام 1967 ومحيطها والاستيلاء على بيوت وأملاك المقدسيين وطردهم من بيوتهم بالتحايل والتزوير. وأشار التقرير إلى وجود العديد من المنظمات والجمعيات الأمريكية التي تمول البناء الاستيطاني غير الشرعي وغير القانوني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة كما يستخدم جزء من أموال هذه المنظمات في الاستيلاء على عقارات المقدسيين وطردهم منها. وقال التقرير إن مساهمة مواطنين أمريكيين في تمويل المستوطنات الإسرائيلية لا تقتصر على المعارضة المباشرة لسياسة الولاياتالمتحدة الرسمية فحسب بل أن الكثير من الهبات تخصم من الضرائب وترسل لتمويل البناء الاستيطاني في مناطق تعتبرها الولاياتالمتحدة, والإتحاد الأوروبي خاضعة للاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي. ونقل تقرير الجامعة العربية عن تقرير أصدره صندوق النقد الدولي في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي والذي ورد فيه أن الهبات التي تصل إلى إسرائيل من مختلف أنحاء العالم بلغت مليار دولار سنويا و70 في المائة منها يأتي من الولايات المتحدة كما أن الأموال المرسلة إلى إسرائيل غالبا ما تصل إلى مؤسسة الاستيطان من دون علم المانحين. وكشف التقرير أن ربع مستوطني الضفة الغربية حاليا ومجموعهم نحو 100 ألف هم أمريكيون شماليون كانوا قد انتقلوا للعيش في الضفة الغربية, جزء مهم منهم يقطن في مستوطنات اشتهرت بتطرف مستوطنيها مثل البلدة القديمة من الخليل وكريات أربع وتفوح قرب نابلس. وأكد التقرير أن ملايين الدولارات التي تتدفق على جمعيات الاستيطان اليهودي في البلدة القديمة من القدس ومحيطها تأتي من الولاياتالمتحدة دون أن تخضع لرقابة سلطات الضرائب الأمريكية وتجند نواب في الكونجرس الأمريكي لجمع مزيد من الدعم المالي الأمريكي لبناء الأحياء الاستيطانية اليهودية في قلب الأحياء الفلسطينية على تخوم البلدة القديمة مما يخلق واقعا سياسيا صعبا يدفع الفلسطينيون المقدسيون ثمنه مزيدا من هدم منازلهم والاستيلاء على عقاراتهم . ووصف التقرير ما يجري بأنه حرب خفية يقودها المستوطنون المتطرفون عبر دعم مالي أمريكي غير محدود لا يساهم بالمطلق في تعزيز ما تقول الإدارة الأمريكية أنه سعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة فيما يستقوي هؤلاء المستوطنون بالتمويل المالي المتدفق إليهم. //يتبع// 1610 ت م