أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن هناك تحديات كثيرة تواجه قطاع المياه في الدول العربية خاصة وأن المنطقة العربية تدخل حثيثا إلى طور فقر المياه محذرا من أن المشكلة آخذة في التفاقم وتمثل تهديدا جديا في المستقبل غير البعيد لأمن الإنسان بل للأمن بمعناه الأشمل. وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال الاجتماع الإقليمي لإطلاق برنامج حوكمة المياه في الدول العربية أن الأمانة العامة للجامعة ستجرى اتصالات مع البنك الدولي والجهات المعنية من أجل عقد مؤتمر دولي لمعالجة التهديد الذي تمثله السياسات الإسرائيلية في السيطرة على المياه في الأراضي العربية المحتلة ومصادرتها واستغلالها وتحويل مسارها وبناء المشاريع عليها مما يشكل تهديدا للأمن المائي في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان. وأكد أهمية معالجة أزمة المياه في الدول العربية والعمل على حوكمة المياه فيها وضرورة صياغة البرامج التي تساعد على مواجهة الأزمات القادمة في المياه. وطالب موسى بضرورة التعامل جماعيا مع قضايا المياه وندرتها وتغيير المناخ داعيا إلى التعامل بواقعية ومهنية مع الأزمات المتوقعة في قطاع المياه في المستقبل المنظور على مستوى العالم العربي. وأشار إلى أنه تم إنشاء المجلس العربي للمياه الذي يعمل بجدية على وضع استراتيجية للأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة تنفيذا لتكليفات قمة الكويت الاقتصادية والتنموية الاجتماعية. وقال إن الإستراتيجية الجاري إعدادها تستهدف وضع خطة عربية شاملة لمواجهة العجز المائي وتحقيق الإدارة السليمة للموارد المائية المتاحة بما يكفل تحقيق تنمية مستدامة في المنطقة العربية وحماية الحقوق المائية العربية في المياه المشتركة. وأضاف أن الإستراتيجية تستند بصورة رئيسية على تحديد الأوضاع القائمة والرؤى المستقبلية للاحتياجات في ضوء الموارد المتاحة من جهة والمحددات والمعوقات المؤثرة من جهة أخرى. ولفت إلى أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة سيقوم وفقا لتكليفات المجلس الوزاري العربي للمياه بدور فعال في تنفيذ الإستراتيجية منوها كذلك بدور مركز الدراسات المائية والأمن المائي العربي فيما يخص حماية الحقوق العربية في المياه المشتركة. وأشار موسى إلى أن المجلس الوزاري العربي للمياه وافق في دورته الأخيرة على الخطة التنفيذية التي أعدها المركز العربي لدراسات المياه الجافة والأراضي القاحلة لتنفيذ مشروع بناء القدرات في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية والذي اعتمدته قمة الكويت. وبين أن الخطة ستسعى لتنفيذ خمسة مشاريع هي رفع كفاءة استعمال المياه في المنطقة العربية والتوسع في استخدام الموارد المائية غير التقليدية والتغييرات المناخية وتأثيراتها على الموارد المائية في المنطقة العربية وكيفية التعامل معها وتطبيق النهج المتكامل في إدارة الموارد المائية وحماية الحقوق العربية المائية. وأضاف أن الاجتماع الإقليمي للشركاء لإطلاق برنامج حوكمة المياه في الدول العربية فرصة لاستعراض أولوية قطاع المياه في المنطقة العربية وتأثيرات التغييرات المناخية على هذا القطاع المهم وكيفية التكيف معها. ومن جانبها حذرت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي أمة العليم السوسوة من أن تزايد طلب السكان في الدول العربية على المياه سيؤدى إلى انخفاض نصيب الفرد بحلول عام 2025 إلى 460 مترا مكعبا وهو دون مستوى فقر المياه المدقع وفق التصنيفات الدولية. وقالت السوسوة في كلمتها في افتتاح الاجتماع الإقليمي لإطلاق برنامج حوكمة المياه في الدول العربية إنه وفقا لعدد من التقارير فإن المياه المتجددة في العالم العربي يبلغ 265 مليار متر مكعب أي نصيب الفرد أقل من 1000 متر مكعب في حين كانت حصته على الصعيد العالمي تعادل 7 أضعاف هذه الكمية فيما سيعيش 90 في المائة من سكان المنطقة في بلدان تعانى نقص المياه. وأكدت أهمية الاجتماع نظرا لعلاقته الأساسية بالتنمية المستدامة في المنطقة العربية .. لافتة إلى أهمية المياه في الحفاظ على استدامة النظم الحيوية لمواطني المنطقة باعتبارها أحد مدخلات نظم الإنتاج التي تدعم المعيشة. // انتهى // 1509 ت م