يعتقد خبراء شئون لسياسة الدفاعية والأمنية الألمان الذين يراقبون تطورات الوضع في أفغانستان إضافة إلى تطورات سياسة حلف شمال الأطلسي / الناتو / أنه إذا لم يضع زعماء الحلف خططا سياسية إستراتيجية وعسكرية جديدة بتواجدهم العسكري في أفغانستان فان / الناتو / سيتعرض لهزيمة موجعة في تلك الدولة وستؤدي هذه الهزيمة إلى انهيار هذا الحلف بشكل تام. وعلى حسب رأى خبير شئون السياسة الدفاعية وخبير أفغانستان فينفريد ناختفاي من خلال ندوة دعت إليها الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية ببرلين أن هولندا الذي أعلن برلمانها يوم أمس رفضه التمديد لفترة بقاء الفرقة الهولندية بأفغانستان وانسحاب النرويج من تلك الدولة في صيف عام 2008 ومطالبة مرشح الجمهوريين الأمريكيين السابق جون مكاين الرئيس الأمريكي باراك اوباما بزيادة عدد الفرق العسكرية إضافة إلى مطالبة قائد الجيش الألماني السابق الحكومة كلاوس ناومان الحكومة الألمانية بزيادة عدد جنودها من حوالي 4 آلاف و 500 إلى حوالي 7 آلاف دليل واضح على أن السياسة العسكرية لهذا الحلف بتلك الدولة على وشك الانهيار أو قد فشلت بالفعل. وأوضح ناختفاي الذي أعلن عدم ترشيح نفسه لعضوية البرلمان الألماني أن المقاومة الأفغانية والشعب الأفغاني برمته استطاع إخراج جيش الاتحاد السوفيتي من بلاده صاغرا فجيش الاتحاد السوفيتي منحدر من دولة واحدة بينما فرق / الناتو / منبثقة من دول متعددة والعمل العسكري إضافة إلى ارتكاب قوات / الناتو / مجازر حقيقية بقصف طائراتها القرى الآمنة وقتلهم الأبرياء وبدون تمييز نجم عنه ازدياد السخط على هذه القوات ولا سيما ألمانيا بالرغم من أن الحكومة الألمانية لا تزال تؤكد رغبة الشعب الأفغاني بالفرق الألمانية وعلى / الناتو / انتهاج سياسة مغايرة للعمل العسكري تكمن بجهود سياسية يبذلها لإعادة ثقة الشعب الأفغاني بقواته وإلا فان أفغانستان ستصبح مقبرة لقوات حلف شمال الأطلسي . ورأى رئيس الكتلة النيابية للخضر يورجين تريتين أن حلف شمال الأطلسي / الناتو / في طريقه للانهيار فبعد مرور عشرين عاما على انهيار حلف / وارسو/ العسكري الذي استمر لحوالي أربعين عاما الذي انتهى به عهد الحرب الباردة فان الوقت أصبح مهيئا لإلغاء هذا الحلف بعد مرور ستين عاما على قيامه ، فالتدخل العسكري في أفغانستان بسبب حوادث 11 سبتمبر من عام 2001 تعتبر مقدمة لانهيار هذا الحلف إذا لم يبادر قادته بوضع سياسة إستراتيجية عسكرية تكمن بإلغاء دور الشرطي في العالم والعمل على كسب ثقة الشعوب الإسلامية التي ترى بالحلف الطابور الرئيسي لمحاربة الإسلام ، وإذا لم يبادر زعماء الحلف إلى تغيير سياستهم فتحالفات عسكرية جديدة ستقوم لوضع حد لغطرسة هذا الحلف الذي لا يزال يعتقد بأنه قوي ومتماسك . //انتهى// 1316 ت م